السؤال
في أي سنة حرم التبني؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تحريم التبني كان في السنة الخامسة، وقيل في السنة الرابعة، وهي السنة التي وقعت بها غزوة الأحزاب وزواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها، فلما تزوجها تكلم المنافقون فقالوا: تزوج محمد زوجة ابنه.
فأنزل الله الآيات المبطلة للتبني في قوله تعالى: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا {الأحزاب:40}
وقوله تعالى: فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا {الأحزاب:37}
وقوله تعالى: ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الأحزاب:5}
قال البغوي في تفسير: وما جعل أدعياءكم أبناءكم. لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش وكانت تحت زيد بن حارثة قال المنافقون: تزوج محمد امرأة ابنه وهو ينهى الناس عن ذلك، فأنزل الله هذه الآية ونسخ التبني.
وقال ابن كثير في السيرة: إن الخندق كان في شوال سنة خمس على المشهور، وقيل في سنة أربع.
وقال ابن عاشور في تفسيره لسورة الأحزاب: كان نزولها على قول أبي إسحاق أواخر سنة خمس من الهجرة وهو الذي جرى عليه ابن رشد في البيان والتحصيل، وروى ابن وهب وابن القاسم عن مالك أنها كانت سنة أربع وهي سنة غزوة الأحزاب.
وقد جزم ابن القيم أن غزوة الأحزاب كانت في السنة الخامسة.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني