السؤال
توفي ولدي قبل 4سنوات وسددنا عنه الدين، وقبل فترة لقينا ورقة مكتوب فيها أن عليه دينا لشخص، وكتب اسمه والمبلغ، لكننا لا نعرف هذا الرجل ولم نسمع به، فسألنا عنه فلم نجده، فهل يجوز لي أن أتصدق عنه من الصدقات التي تأتيني؟ لأنه ليس لدي دخل إلا هذه الصدقات.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمما تشكر وتؤجر عليه السائلة الكريمة حرصها على قضاء دين ابنها.
وأما هذه الورقة التي وجدتِها: فإن كنتِ على دراية بخط ابنك وكانت هذه الورقة بخطه، وكانت صيغتها صيغة الإقرار المعتبر، فهي بينة مقبولة على كونه مدينا بهذا المبلغ لذلك الشخص، فإن بحثتم عنه وبذلتهم في ذلك وسعكم ولم تجدوه، فلكم أن تتصدقوا بهذا المبلغ عن صاحبه، ثم إن عثرتم بعد ذلك عليه أو على ورثته ـ إن كان قد مات ـ فخيروهم بين إمضاء الصدقة وسقوط حقهم، وبين استرجاع مالهم، فإن طلبوا استرجاع المال وأردتم أن تتطوعوا بذلك فافعلوا، وأجر الصدقة لكم، وراجعي في ذلك الفتويين رقم: 7752، ورقم: 40380.
وأما كون المال الذي يقضى منه الدين جاءكم من الصدقات: فلا حرج في ذلك، فإن الصدقة يمتلكها آخذها بحيازتها، وله أن يتصرف فيها بعد ذلك بما يشاء من أوجه الانتفاع، كالبيع والهبة وغير ذلك.
والله أعلم.