الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حلفت بالله ألا تدع خطيبها يلمسها فما حكم يمينها

السؤال

أنا أحب شخصا طلبني للزواج، وحصلت مشاكل أدت لتأخير الخطبة، وكان يلمسني، وبعد فترة سمعت من أخته أنه من الممكن أن يتركني، فحلفت يمينا أن لا أدعه يلمسني، فهل من الممكن أن يحصل زواج، وكيف يمكن التراجع عن يميني؟ وما هي الكفارة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ارتكبت أمرا محرما، وأخطأت خطأً جسيما بإقامة علاقة برجل أجنبي منك، وتمكينه من ملامستك، فعليك المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى والإكثار من الاستغفار، ويجب عليك قطع العلاقة فورا بهذا الرجل قبل الزواج منه. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 28788.

وبخصوص يمينك، فإن كنت قصدت عدم تمكينه من اللمس المحرم ولا تقصدين الامتناع عن الزواج به، فلا حنث عليك إذا لم يلمسك قبل العقد، ولك الزواج به؛ لأن اليمين مبناها على نية الحالف، قال ابن قدامة في المغني: وجملة ذلك أن مبنى اليمين على نية الحالف، فإذا نوى بيمينه ما يحتمله انصرفت يمينه إليه ـ سواء كان ما نواه موافقا لظاهر اللفظ أو مخالفا له. انتهى

وإن كنت تقصدين بعدم اللمس كل أنواع اللمس أو أنه لا يتزوجك مستقبلا فعليك كفارة يمين إن اخترت الزواج منه. والزواج به والتكفير عن اليمين هو الأفضل، وهو الذي ننصحك به إن كان الرجل المذكور صاحب خلق ودين، لقوله صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها، فليكفر عن يمينه، وليفعل الذي هو خير. رواه الإمام مسلم وغيره.

وكفارة اليمين تقدم تفصيلها في الفتوى رقم: 107238.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني