السؤال
هل يجوز الدعاء بالأدعية الموجودة في كتاب الدعاء الموجود على الإنترنت لأحمد عبد الجواد؟ وما مدى صحة ما ذكره في فضل كثير من سور القرآن وآياته؟ وهل صحيح ما ذكره من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يستفتح دعاء أبدا إلا بسبحان ربي العلي الأعلى الوهاب؟ وما مدى صحة الأذكار مثل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالعدد المحدد بـ 100 أو 1000؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سئلت (اللجنة الدائمة) عن هذا الكتاب، فكان جوابها: لا يعتمد على هذا الكتاب لكثرة ما فيه من الأحاديث الضعيفة والموضوعة. انتهى.
وسئُل عنه الشيخ ابن باز فقال: هذا كتاب غير معتمد، وصاحبه حاطب ليل يجمع الغث والسمين، والصحيح والضعيف والموضوع، فلا يعتمد عليه، ولا يجوز أن يخصص أي يوم أو أي ليلة بشيء إلا بدليل عن المعصوم عليه الصلاة والسلام. انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين: كتاب الدعاء المستجاب فيه أشياء بدعية لا صحة لها، فلا أشير أن يقرأه إلا شخص طالب علم يعرف ما فيه من البدع حتى يتجنبها وفيه أشياء مفيدة. انتهى.
وقال الشيخ صالح الفوزان: كتاب كثر تداوله اليوم في أيدي الناس، وانتشر في المكتبات، وهو كتاب (الدعاء المستجاب) لمحمد عبد الجواد، وهو كتاب خرافي يشتمل على أدعية وأذكار مبتدعة صوفية وأوراد لا دليل عليها من الكتاب والسنة، ثم عنوانه فيه جرأة على الله عز وجل، حيث سماه: الدعاء المستجاب، ومن الذي أدراه أن هذا الدعاء مستجاب، وما دليله على ذلك، إلا أنه يريد جلب العوام، وإغراءهم بهذا الكتاب المبتدع. وقد أعد فضيلة الشيخ عبد الرزاق عفيفي تقريرا عن هذا الكتاب بناء على طلب الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء جاء فيه:
أولا: أنه اشتمل على كثير من الأحاديث الضعيفة وبعض أحاديث موضوعة...
ثانيا: جعل المؤلف سبعة أوراد تبدأ من (ص 121) وتنتهي في (ص 197) لكل يوم من أيام الأسبوع ورد، يبدأ كل ورد منها بقراءة سورة الفاتحة مرة وقراءة (الحمد لله وسلام على عبادة الذين اصطفى) ثلاث مرات، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عشر مرات، ثم يقول: سبحان ربى العلى الأعلى الوهاب، ثلاث مرات، ويختم كل ورد بآيات وببعض آيات معينة ويكرر ذلك في كل ورد بدء وختما مع تكرار بعضها ثلاث مرات أو سبع مرات، وبين ما بدأ به وما ختم به أذكار وأحاديث كثير منها ضعيف، وهذا من البدع المحدثة.
ثالثا: ليس عند المؤلف دقة في التعبير. (انظر: المقدمة ص 3 ).
وأخيرا أرى ألا يشترى منه للمستودع ولا غيره وألا يساعد على نشره؛ صيانة للناس من البدع ومن التعبد بالأحاديث الضعيفة والموضوعة، وفيما سواه من الكتب السليمة من ذلك غنى للمسلمين. انتهى.
وأما بخصوص حديث استفتاح النبي صلى الله عليه وسلم بسبحان ربي العلي الأعلى الوهاب. فقد رواه الحاكم وصححه، وتعقبه العراقي فقال: فيه عمر بن راشد اليماني، ضعفه الجمهور. انتهى. وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني بنحوه، وفيه عمر بن راشد اليمامي، وثقه غير واحد، وبقية رجاله رجال الصحيح. والحديث ضعفه الألباني.
وبخصوص الشق الثاني راجع الفتوى رقم: 18526، وبخصوص الشق الرابع راجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 112310، 52978، 40363.
والله أعلم .