الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التخلص من الوساوس حول الدين

السؤال

أنا على قدر معقول من الثقافة الدينية وليس التدين، فقد حفظت جزءا من القرآن في مراحل حياتي المختلفة، وأنا أهتم بمطالعة التفاسير وأسباب النزول، فأنا أصلا مولع بالكتب والمعرفة في أكثر المجالات وليس الدينية فقط، وهذا يجعل كثيرين من الأهل والأصدقاء يظنون أنني متدين أو مثقف أو ما إلى ذلك، والقراءة ولدت لدي حاسة نقدية عالية تجاه كل ما أقرأ حتى لا أصدق كل ما أقرؤه فصرت أرفض بعض الأفكار التي لا تتناسب مع ثوابتى الفكرية بمنطق من العقل، هذه الحاسة تولدت أساسا كوسيلة للدفاع عن إيماني عند تعرضي في دراستي وقراءاتي لأفكار إلحادية مثل: نظرية التطور،أفكار فرويد .. وبسبب مواقف معاداة الإسلام مثل الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم..
المشكلة أنه تأتيني أسئلة عن مدى قوة الأدلة التي تبين صحة هذا الدين فلا أجد جوابا شافيا. أنا أعلم يقينا أن الأديان الأخرى باطلة، لكن تأتيني وساوس شك حول دين الله للناس الإسلام، لا أريد حلا سحريا، أولا أرجو أن تدعو لي دعوة صادقة بقوة الإيمان واليقين، وثانيا أن توضح لي من علمك ما سبب هذه الوساوس وما هو العلاج الذي لا يناقض طريقة تفكيري المادية إلى حد كبير فأرجو ألا تطلب منى أن أمتنع عن مطالعة الأشياء المشوبة بأفكار مناقضة للإسلام فهذا مستحيل لأنها موجود في كل مكان.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يهدي قلبك ويصلح شأنك، والذي نوصيك به بعد تقوى الله تعالى هو اللجوء إلى الله تعالى وكثرة الدعاء والتضرع إليه تعالى- وخاصة في السجود وفي أوقات الإجابة- أن يكشف عنك هذا الغطاء ويزيل عنك هذا الغبش لترى النور الساطع والحقيقة الواضحة التي لا يمتري فيها عاقل كما قال الله تعالى: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ. { فصلت:53}.

فعليك أن تتأمل في آيات الله المبثوثة في هذا الكون من حولك وتتدبر في آياته المنزلة على خاتم الرسل: أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا. {النساء:82}.

تأمل في عظمة هذا الدين وتكريمه للإنسان واحترامه لعقله، وفي عقائده وبساطتها وفي عباداته ويسرها وفي معاملاته وسعتها وفي أخلاقه وسموها.. فإذا قارنت ذلك بما في الأديان والفلسفات الأخرى تجد البون الكبير بما لا يشك معه عاقل أن هذا من عند الله تعالى.

وعليك أن تستعين بالعلماء الربانيين في الإجابة على الإشكالات التي تعرض لك أو الشبة والخواطر والوساوس التي يوردها الشيطان على قلبك.

كما ننصحك بصحبة الصالحين وحضور مجالس العلم وحلقات الذكر ومجالسة أهل العلم، واعلم أن سبب ما يأتيك من الوساوس وعلاجه يكمنان فيما ذكرته في سؤالك، فأنت بيت في سؤالك ما يفيد أنك لست متمكنا من تعاليم الإسلام بالقدر الذي يسمح لك بدحض الشبهات ورد الأباطيل، وأنت في نفس الوقت ترجو أن لا تطالب بالكف عن مطالعة الأشياء المشوبة بالأفكار المناقضة للإسلام، فاعلم أن أهل العلم قد حذروا من مطالعة مثل الكتب التي قلت إنك لا تستطيع الكف عن مطالعتها ولم يجيزوا ذلك إلا لمن كان متمكنا من التمييز بين الحق والباطل، قادرا على إبطال الشبهات. وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 71644، 104806 ،137905 ،69531، 22018. للمزيد من الفائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني