السؤال
ما معني إجابة الدعاء من الله عز وجل إما عاجلاً في الدنيا، وإما أن يدخر له حسنات في مقابل دعوته، أو يصرف عنه من السوء مثلها؟ وكيف أعلم أنه تمت الاستجابة لدعائي؟ وهل إذا تمت الاستجابة له بصورة يدخر له حسنات في مقابل دعوته، أو يصرف عنه من السوء مثلها أن أتأكد أنني لن أستطيع أن أنال ما دعوت به وأفقد الأمل ولا أنتظر وأدعو كثيراً كي يتحقق؟ وهل هذا اعتراض مني على أمر الله؟.
وشكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاستجابة الدعاء تكون بإحدى المسائل الثلاث التي وردت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذاً نكثر؟ قال: الله أكثر رواه أحمد والحاكم.
فإذا دعا المسلم دعاء مستوفياً للشروط استجيب له بإحدى هذه الثلاث كما في الحديث، وقد يكون صرف البلاء والادخار في الآخرة أفضل من حصول ما طلب العبد عاجلاً، وينبغي للداعي أن يجتهد في تجنب الأسباب المانعة من قبول الدعاء ثم يحسن ظنه بالله أنه استجاب له، فإن كانت عنده حاجة يرغب في حصولها فلا ييأس من تحقيق الله مراده وليعد الدعاء مرة أخرى، أو أكثر وليلتزم بحسن الظن بالله تعالى وعدم اليأس من الاستجابة ممهما تأخرت، لما في حديث مسلم: يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل وما الاستعجال؟ قال: يقول قد دعوت فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء.
والله أعلم.