السؤال
لدى زوجة لا تأكل كثيراً فحلفت عليها بالله حتى تأكل نوعا معينا لا تحبه، فما كان منها إلا أن حاولت أن تنفذ اليمين وتأكل، فأكلت جزءا ولم تسطع إكمال الباقي، فما رأي الدين في ذلك اليمين؟ مع العلم أن قلة أكلها تسببت قبل ذلك في إجهاض جنين.
شاكرا الأفضال، وأرجو من سيادتكم الرد.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما كان ينبغي لك إحراج زوجتك بالحلف عليها على فعل أمر هي لا تحبه، وفي خصوص الحكم في هذه اليمين فإذا لم يكن قصدك أنها تأكل الطعام كله وقد أكلت منه شيئاً، فإن إبرار يمينك يحصل بأكلها للبعض إذا كان لا ينقص عما قصدته، وكذلك إذا كنت تقصد إكرامها والشفقة عليها دون إلزامها بأكل الطعام كله ـ وهذا هو المتبادر من السؤال ـ فإنك لم تحنث على الراجح من أقوال أهل العلم، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى، وسبق ذلك في الفتوى رقم: 114705.
أما إذا كان قصدك عند الحلف إلزامها بأكل الطعام كله: فإن يمينك قد انعقدت على حنث، وبعدم أكلها الطعام كله أو بالقدر الذي قصدته منه تلزمك الكفارة ـ وهي إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة ـ فإن لم تستطع شيئاً من ذلك فعليك صيام ثلاثة أيام.
والله أعلم.