السؤال
أنا أخت في الله أبلغ 25 سنة، وفق الله أن خطبت من شاب ملتزم وأحسبه عند الله على خير غير أن ظروفه المادية ليست جيدة، كما أنه دائم التحري عن مورد رزقه كي يكون حلالا طيبا، كما أنه دائما ما يحثني على الطاعات والتقرب من الله، وقد كان هذا يسرني جدا لأني ما ارتضيته إلا لحسن خلقه والتزامه. هو ليس كثير الزيارات لنا في البيت بسبب عدم اقتناع والدتي به، كما أن علاقتي بوالدتي أصبحت متوترة وهي أحب الناس إلى قلبي، أمي تريدني أن أفسخ خطبتي لأنه في ظنها ليس فيه خير لي بما أن خطيبي أوضاعه المادية غير ميسورة وتخاف علي من الاحتياج وما ينجر عنه من مشاكل؟أنا حائرة في أمري بين خيارين إما أمي أو خطيبي، مع العلم أني أتحمل كل شيء إلا جفاء والدتي لي أنا أتألم لما يحصل معي وما عدت قادرة على التحمل. أرجوكم انصحوني أكرمكم الله وجدوا لي حلا يخرجني مما أنا فيه لقد تعبت تعبت كثيرا؟وهل عدم قبول أمي لخطيبي من الإشارات التي تدل أنه ليس فيه خير لي؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأهم ما ينبغي أن يكون محل النظر من الخاطب هو دينه وخلقه، روى الترمذي عن أبي حاتم المزني رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد. قالوا: يا رسول الله، وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات.
فمثل هذا الشاب ينبغي أن تحرصوا عليه، ومجرد الظروف المادية لا ينبغي أن تكون سببا لرد الخاطب، إذ يكفي أن يكون قادرا على الكسب وحريصا عليه، ثم إن الزواج من أسباب الغنى. ويسر مؤنته من أسباب البركة فيه، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 10544 ، 141741 ، 7863.
فالذي ننصحك به هو محاولة إقناع أمك بالموافقة على زواج من هذا الشاب، واستعيني عليها بالله أولا ثم بمن له وجاهة عندها، فإن رضيت فالحمد لله، وإن أصرت على الرفض فمن حقك الزواج من غير رضاها، فإن الشرع قد أعطى الفتاة الحق في قبول الخاطب إذا كان صاحب دين وخلق، ثم إن المرأة قد تتضرر برد الخطاب فلا تجد من يرغب في الزواج منها. وراجعي الفتوى رقم: 60838 والفتوى رقم: 104358. وعليك بالاجتهاد في كسب رضا أمك بعد الزواج.
والله أعلم.