السؤال
أنا مشكلتي كبيرة: أنا نادمة كثيرا على معاملتي السيئة لأبي. السبب هو أنه لا يحترم خصوصياتي دائما أراه يدخل لغرفتي وجالسا على حاسوبي، وفي بعض الأحيان عندما يدعو صديقه يدخله لغرفتي ويتصفحون حاسوبي. وعندما تكلمت معه عدة مرات بالأدب وبصوت منخفض يعدني أنه لن يدخل مرة أخرى لغرفتي لكن بعد ساعتين أراه جالسا على حاسوبي. وتبريره أنه لايحب حاسبه المحمول ويجد راحته في حاسوبي . والمرة الأخيرة رفعت صوتي وتشاجرت معه والآن أنا نادمة أشد الندم. أريدكم أن ترشدوني. هل ارتكبت معصية كبيرة وكيف يمكن أن يغفر لي الله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما حدث منك من رفع صوتك على أبيك وشجارك معه يعتبر عقوقا، والعقوق كبيرة من كبائر الذنوب. ووردت فيه النصوص بالوعيد الشديد . ومهما أساء الأب لم يجز لأحد من أولاده أن يسيء إليه، فحقه في البر والإحسان وحرمة عقوقه لا تسقط على كل حال. وراجعي الفتوى رقم: 69066. وقد أحسنت بندمك على ذلك التصرف السيء، ولكن يجب عليك أن تجعلي من هذا الندم توبة نصوحا, وراجعي شروط التوبة بالفتوى رقم: 5450.
والذي يظهر لنا أنك تحملين الأمر ما لا يحتمل فيما يتعلق بدخول أبيك إلى غرفتك واستغلاله حاسوبك، وإن كانت لك بعض الخصوصيات في الغرفة أو الحاسوب فيمكنك الاحتفاظ بها بحيث لا يتمكن أحد من الاطلاع عليها. وأما إدخاله صديقه إلى غرفتك إن لم يكن لحاجة فإنه مما لا ينبغي. وعلى كل حال فيمكنك التفاهم معه بلطف ولين، وكوني على حذر من الوقوع في العقوق مستقبلا .
والله أعلم