السؤال
قرأت في كتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي أن من قال: سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم، أستغفر الله. مائة مرة بين صلاتي الفجر والصبح وكّل له الله ملكا يستغفر له إلى يوم الدين. ومن يومها و أنا أعمل بهذا الذكر لكن خشيت أن أكون وقعت في بدعة فهل أواصل أم لا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث المشار إليه قد ذكره الشيخ أبو حامد رحمه الله في الإحياء وعبارته: وروي أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تولت عني الدنيا وقلت ذات يدي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأين أنت من صلاة الملائكة وتسبيح الخلائق وبها يرزقون؟ قال فقلت وماذا يا رسول الله؟ قال: قل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، أستغفر الله مائة مرة ما بين طلوع الفجر إلى أن تصلى الصبح تأتيك الدنيا راغمة صاغرة ويخلق الله عز وجل من كل كلمة ملكا يسبح الله تعالى إلى يوم القيامة لك ثوابه. انتهى.
وهو حديث غير ثابت بمرة، وإن كان الذكر الوارد فيه قد دلت على فضله أحاديث كثيرة صحيحة، وأما تخصيصه بهذا الوقت وبهذا العدد فلا يصح.
قال العراقي رحمه الله في تخريج الإحياء: حديث أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال تولت عني الدنيا وقلت ذات يدي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين أنت عن صلاة الملائكة وتسبيح الخلائق وبها يرزقون. الحديث أخرجه المستغفري في الدعوات من حديث ابن عمر وقال غريب من حديث مالك ولا أعرف له أصلا في حديث مالك، ولأحمد من حديث عبد الله بن عمرو أن نوحا قال لابنه آمرك بلا إله إلا الله الحديث { ثم قال } وسبحان الله وبحمده فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق الخلق وإسناده صحيح. انتهى.
وإذا علم عدم ثبوت هذا الذكر بهذا العدد في ذلك الوقت، فلا ينبغي لك التزامه؛ لأن ذلك قد يدخل في حد البدعة الإضافية، وفي المشروع غنية وكفاية فعليك بمراجعة ما صنفه جهابذة الأئمة وصيارفة الحديث ممن يميزون الصحيح من السقيم، وعليك بمراجعة الأذكار للنووي والكلم الطيب لابن تيمية ونحو هذا من التصانيف المباركة التي عنيت بضبط المأثور، وأكثر من التسبيح والاستغفار في سائر الأوقات، فإن في ذلك من الثواب والفضل ما لا يخفى.
والله أعلم.