السؤال
أنا شاب مقبل على الزواج، وأقوم بالقراءة فيما يتعلق بأمور الزواج، وكيف تتم أول ليلة بين الزوجين، وما هي طرق الجماع وغيره. إلا أنني لا أستطيع أن أملك نفسي فتثور شهوتي ويخرج الودي أحيانا والمني أحيانا أخرى. فهل أنا آثم على ذلك ؟
أنا شاب مقبل على الزواج، وأقوم بالقراءة فيما يتعلق بأمور الزواج، وكيف تتم أول ليلة بين الزوجين، وما هي طرق الجماع وغيره. إلا أنني لا أستطيع أن أملك نفسي فتثور شهوتي ويخرج الودي أحيانا والمني أحيانا أخرى. فهل أنا آثم على ذلك ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصحك به أولا هو عدم الإكثار من قراءة ما يثير الشهوة، والأمر أيسر من ذلك بكثير، فإنه فطرة فطر الله الناس عليها، وإنما عليك تعلم ما دل عليه الشرع من الآداب في هذا الجانب من وجوب أن يكون الإتيان في المأتى فلا يجوز الوطء في الدبر ولا في القبل حال الحيض، ونحو ذلك، وانظر للفائدة الفتوى رقم: 10267، وأما ما يحصل من خروج المني فليس هو من الاستمناء المحرم لأنه أشبه خروج المني بالفكر، والله تجاوز لهذه الأمة ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم، فما لم يكن منك عمل باستدعاء خروج المني باليد أو نحوها لم يكن عليك إثم.
قال الشيخ العثيمين رحمه الله:. ولو فكَّر فأنزل، لكن ما حرَّك شيئاً، لا شيء عليه، لأن هذا ليس من فعله، قال النبي عليه الصلاة والسلام: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدَّثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم. انتهى.
وقال أيضا رحمه الله: ولو طلب استخراج المني بغير استمناء اليد، فهل يجوز أو لا؟
الجواب: لا يجوز، لأن العلة واحدة، سواء كان ذلك باليد، أو بأي وسيلة، لكن لو فكر فأنزل فليس عليه شيء، لكنه لا يفكر في امرأة معينة، لأن التفكير في امرأة معينة سبب للفتنة؛ لأنه مع تفكيره فيها ربما يملي له الشيطان فيتصل بها، أو تتعلق نفسه بها، أما إذا فكر في هذا العمل مطلقاً، فيتصور كأنه يجامع امرأة مثلاً، وحصل إنزال فلا بأس به، مع أننا ننصح بعدم التعرض له، لأن الشيء الذي ليس بطبيعي الغالب أنه يُحدِث من الضرر أكثر مما يكون فيه من النفع. انتهى.
وفرق بعض العلماء بين استدعاء الفكرة لينزل وبين أن تغلب عليه الفكرة فلا يستطيع دفعها، فيأثم إذا تعمد استدعاء الفكر لينزل، وهذا رأي علماء اللجنة الدائمة، وبناء عليه فإنك لو قرأت هذه الأشياء ثم غلبتك الفكرة حتى خرج المني لم يكن عليك إثم، وأما إن تعمدت قراءتها ليحصل الإنزال فإنك تأثم بذلك، وعلى كل فترك قراءة مثل هذه الأشياء أنفع وأحوط للدين.
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة ما نصه: قد تنتاب الإنسان شهوته، فيفكر في الجماع كثيرا، فينزل منه المني، فهل هذا يدخل من ضمن العادة السرية، هذا أمر، وإذا كان يفكر في الجماع لينزل المني فيشعر باللذة فهل هذا من قبيل العادة السرية أيضا؟ نرجو إفادتنا برأي الإسلام في هذا الأمر وجزاكم الله خيرا.
فأجابت: إذا عرضت للإنسان خطرة ففكر في الجماع عفوا فلا حرج عليه إن شاء الله تعالى ؛ لما في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها. وفي رواية: ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم.
لكن على من فكر فأنزل من تلذذه بالفكرة أن يغتسل، لأن حكم الجنابة قد تعلق به والحالة هذه. أما إذا كان يعمد إلى هذا التفكير ويستجلبه بين الحين والآخر فهذا لا يجوز، ولا يليق بخلق المسلم، وينافي كمال المروءة. وعلى المسلم أن يكف عنه ويشتغل بما يصرفه عن إثارة شهوته بما ينفعه في دينه ودنياه، على أن تعمد الإثارة بغير الطريق المشروع مضر بالصحة في البدن والعقل، ويخشى أن يجر إلى ما لا تحمد عقباه. انتهى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني