الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل حول غض الرجل بصره عن النساء الأجنبيات

السؤال

زوجي يشاهد أفلاما عن الحرب العالمية وبها نساء ولا يغض بصره ويقول للمعرفة، وهؤلاء النساء يهود أو ماتوا منذ زمن، ويشاهد مقاطع مضحكة بها نساء متبرجات يقول: إنه يجامل من أرسلها على إيميله حتى إذا سأله يكون على علم بالمقطع، أو هذه ليست جميلة حتى أغض بصري عنها، أو أكبر منك، أو لا تثيرني، وإما أن يقول للضحك ومقطع صغير، أو للتسلية وأنا لا أقصد فتح المقطع لأنظر إليها، وإما أن يقول حب استطلاع وله مواقع مفضلة وفي الصفحة الرئيسية تعرض جانبا لأخبار الفن وجانبا للمرأة ويوميا بها صور خليعة للساقطات ومن الطبيعي أن تكون الصورة واضحة ويراها ويقول أنا أقرأ الأخبار التي بجانبها ولا أنظر إليها وإذا فتحها يقول حب استطلاع حتى أكون على علم بما يحدث في العالم ولا أكون مغفلا بين أصدقائي هذا دليل على أنه يرى الصور وينظر إليها فلذلك جذبته لفتحها، والدليل الآخر أنه بعد جلوسه لفترة ويراني يبدأ يقارن ويتقزز مني ويرى في عيوبا مختفية تزهد في وهناك مواقع كثيرة للأخبار وإذا خرجنا وعلق النظر إلى امرأة جميلة يقول: أول شيء أنا غضيت بصري، أو هذه نظرة بدون شهوة، أو أنا لم ابتسم لها، أو أعطيها الرقم فماذا تريدين؟ أنا أقول بما أنك تنظر بغير شهوة إذاً لماذا لم تنظر إلى واحدة قبيحة؟ أرجوكم أريد أن أعرف ما الحكم؟ وهل أنا خاطئة وأظلمه دائما وهو بريء كما يقول لو نظرت إلى أصدقائي ومن حولي لعلمت أنني أغض بصري ليست كأصدقائي الذين يعاكسون ويتفرجون ويسهرون.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز للرجل النظر إلى صور النساء سواء من خلال الأفلام، أو مواقع الإنترنت، أو غير ذلك، فكل هذا ممنوع شرعاً، بل يجب عليه غض بصره ليسلم له دينه، ولا يلزم أن تكون المرأة جميلة حتى يغض عنها بصره، كما أنه يحرم النظر إليهن ولو من غير شهوة، وما ذكر من أمر قراءة الأخبار يمكن الحصول عليه من بعض المواقع الخالية من مثل هذه الصور، وراجعي الفتوى رقم: 1256.

فإن كان زوجك على الحال الذي ذكرت من التفريط فعليك بمناصحته بأسلوب طيب وأظهري له الشفقة وإرادة الخير، فإن هذا مما يمكن أن يعينك في سبيل إصلاحه وأرجى لقبوله نصحك، وعليك بالحذر من كثرة الكلام معه والإلحاح عليه وإشعاره بأنك تتبعين مواقع نظارته، فإن هذا قد يترتب عليه العناد والإصرار على الخطإ.

وأما قوله الأخير هذا إن كان يريد أن يبرر به ما يفعل فإنه مخطئ بذلك، ثم إنه ينبغي له أن يقارن حاله بحال الصالحين حتى ينافسهم في الخير، قال الله تعالى: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ {المطففين:26}.

ولا ينبغي أن يقارن حاله بحال الطالحين فيركن إلى ما هو عليه فيغتر ويأمن مكر الله، وقد قال الله تعالى: أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ {الاعراف:99}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني