السؤال
إني شاب مقبل على 27 سنة، كنت قد بدأت العمل في مركز اتصالات منذ 3 سنوات، خلال هذه الفترة لاحظت إني أصبت بتسوس في معظم الأسنان حاد في خمس منها، والباقي تسوس سطحي فاضطررت لملئها كلها فحزنت حزنا شديدا لما أصابني حتى أني كنت أبكي في خلوتي وأقول إهمالي أوصلني لهذه الحال، وإنه لو فعلت كذا ما حصل ذلك، فأستعيذ بالله وأقول قدر لك العلي هذا فاصبر واحتسب الأجر، ثم أعود وأتذكر ذلك فأغتم غصبا عني فلم أتصور يوما أن أصاب بسوس في كثير من أسناني، وأقول إذا كنت مقبلا على الزواج من سترضى بك هكذا، مع علمي أنه سبحانه مقسم الأرزاق، ولكن طغت نفسي علي، وأرجع ما أصابني إلى ما اقترفت من ذنوب وما أكثرها، فلجأت إلى البحث عمن يواسيني ويطيب خاطري ويوجهني للصواب، وبادرت لكتابة هذه السطور فبماذا تنصحونني في الله؟ ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أيها الأخ الكريم أنه مهما أصاب العبد من مصيبة ثم صبر عليها كان ثواب صبره أعظم بكثير من مصيبته، قال تعالى : إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزمر:10}. وقال تعالى : وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) {البقرة} . وقال تعالى : مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {التغابن:11} .
قال علقمة : هو العبد تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم.
والآيات والأحاديث في هذا كثيرة , فعليك أن تصبر لحكم الله وقضائه , واعلم أن الخطب يسير , وهو لا يستحق كل هذا الحزن والأسى , وفي الاستعانة بالأطباء والأدوية النافعة اتباعا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي ما يمكن به تدارك الفارط بإذن الله .
والله أعلم .