السؤال
باختصار: والدي كان كثير الحلف بالطلاق ولا يحسن معاملة والدتي إلى أن أصبحت الحياة صعبة، كما أنه لم يعد يستطيع أن يحكم على مرات الطلاق فانفصلوا، والمشكلة أن والدي مرض بجلطة في المخ أكثر من مرة وأصبح يعتمد على الآخر في كل شيء وقد كنت أقوم برعايته إلى أن توفاه الله وأكرمه برحمته، وكانت الظروف قد تضطر والدتي إلى خدمته ورعايته في حالة عدم تواجدي وقد ينكشف عليها إذا دعى الأمر، حيث إنه كان مريض فراش ويحتاج لرعاية خاصة وكانت تجد حرجا في ذلك رغم أنها قد عقدت النية لله أن ترعاه كممرضة وكمريض وتخدمه لوجه لله تعالى غير أن الأهل كانوا يعيبون عليها ذلك على اعتبار أنه طليقها وليس زوجها ومحرم عليها وليس عليها واجب خدمته ولا يصح أن تنكشف عليها عورته، فهل عليها ذنب في ذلك؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل أنه لا يجوز للمرأة أن تلي خدمة الرجل الأجنبي عنها والاطلاع على عورته إلا من ضرورة، فإذا كان ثم من يلي خدمة أبيك من الرجال فإن أمك قد أساءت بخدمتها له والحال هذه، فعليها أن تتوب وتستغفر الله تعالى من ذلك، ونرجو أن يعفو الله عنها بنيتها الصالحة ومقصدها الحسن، وأما إن كانت قامت بخدمته مع عدم وجود من يلي ذلك من الرجال فهي محسنة بذلك ولها المثوبة ـ إن شاء الله ـ قال السفاريني ـ رحمه الله ـ في غذاء الألباب: وَكَذَلِكَ يَجُوزُ لِلْمَرْأَةِ وَالرَّجُلِ أَنْ يَنْظُرَا إلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ عِنْدَ الضَّرُورَةِ نَصًّا، وَكَذَلِكَ تَجُوزُ خِدْمَةُ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ وَيُشَاهِدُ مِنْهَا الْعَوْرَةَ فِي حَالِ الْمَرَضِ إذَا لَمْ يُوجَدْ مَحْرَمٌ نَصًّا, وَكَذَلِكَ يَجُوزُ لِذَوَاتِ الْمَحَارِمِ أَنْ يَلِيَ بَعْضُهُمْ عَوْرَةَ بَعْضٍ عِنْدَ الضَّرُورَةِ نَصًّا. انتهى.
والله أعلم.