السؤال
أنا فتاة عرفت بـأخلاقي العالية جدا بفضل الله عز وجل حتى بصري أحافظ عليه بقدر المستطاع، واعتدت على حفظ مشاعري بكل ما أستطيع منذ صغري، فكنت كلما تعرضت مشاعري لشخص ما أصلي استخارة به فيوضح الله هذا الأمر فتبتعد مشاعري عنه، وبعد فترة يخطب ذلك الشاب فأحمد الله عز وجل أنه أبعدني عنه
ولكن مؤخرا تعرضت أن تميل مشاعري لشخص فحاولت جاهدة أن أبعد مشاعري ما استطعت, صليت استخارات واستخارات عديدة ما استبان معي شيء، وللأسف لم يخطب الشاب ولا أتمنى أن يخطب لأني يوما عن يوم يزيد يقين في قلبي بدلا أن يبتعد, فتعبت من شدة البكاء والهم الشديد لأني أقاوم وأقاوم ولا أستطيع , رأيت رؤى عديدة تدل على وقوع النصيب لكني لم أر شيئا على أرض الواقع والموضوع مضى عليه سنتان.
فماذا أفعل أكثر من الاستخارة والصبر، ظننت بداية أن هناك ذنبا يبليني الله به وعند ما أستغفر وأكثر من الاستغفار يزداد هذا الشعور. هل هذا بلاء ولماذا وماذا فعلت حتى ابتلى بهذه الطريقة؟ هل هذه حقيقة وماذا أفعل؟ هل هي وسوسة شيطان؟ مع أنني ملتزمة الحمدلله بالحجاب والصلاة والتسبيح وقراءة القرآن وقراءة المأثورات والرقية الشرعية أحيانا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا على استقامتك على الطاعة وحرصك على العفاف وغض البصر عما حرم الله تعالى. زادك الله هداية وصلاحا.
وقد سبق لنا تفصيل القول في حكم الحب قبل الزواج فمن الضرورة والأهمية أن تراجعي الفتويين: 4220 ، 5707.
وأما تعلق قلبك بهذا الشاب فيمكن أن يكون عقوبة لك على تعدي حدود الله عزو جل، وقولك وما فعلت حتى ابتلى خطأ ظاهر وغرور بين. فمن ذا الذي ما أساء قط ومن له الحسنى فقط.
وعلى هذا فقد يكون ابتلاء، والله تعالى قد يبتلي الإنسان لا عن ذنب ارتكبه، بل لحكمة كأن يرفع بذلك درجاته ويكفر سيئاته إذا صبر ابتغاء مرضاة الله، وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة.
فعليك بالصبر وإعفاف النفس. وما رأيت في المنام الغالب أن يكون حديث نفس لتعلق نفسك بهذا الأمر، وقد يكون بشرى خير. وعلى كل فلا حرج عليك شرعا في أن تعرضي عليه الزواج منك سواء بالحديث معه مباشرة مع التزام الآداب الشرعية، أو بالاستعانة بإحدى قريباته. فلا حرج على المرأة شرعا في البحث عن الأزواج، راجعي الفتوى رقم: 18430.
ولكن ينبغي أن تسألي عنه أولا من يعرفونه من ثقات الناس حتى تتبيني أمر دينه وخلقه. فإن وافق على الزواج منك فاستخيري في أمره وسيقدر الله لك ما فيه الخير، سواء كان الزواج أو عدمه، فإنك لا تدرين أين الخير والله تعالى وحده الذي يعلم عواقب الأمور. وراجعي الفتوى رقم: 35920 وهي عن نتيجة الاستخارة.
وإذا لم يتيسر لك الزواج منه فاصرفي قلبك عنه نهائيا ولعل الله تعالى يرزقك من هو خير منه، قال تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ. {البقرة:216}
ولمعرفة كيفية علاج العشق راجعي الفتوى رقم: 9360.
والله أعلم.