الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تحميل الكتب بلا إذن والإعلان عن تعليم برنامج جوجل ادسنس

السؤال

أعمل على أحد مواقع الأنترنت حيث أقوم بإدارة هذا الموقع وهو موقع لأحد المراكز التعليمية، وهذا الموقع يقدم العديد من الخدمات منها أنه يتم الاشتراك فيه بمبلغ سنوي للحصول على العديد من الخدمات مثل دورات مجانية ومؤتمرات وإضافة سلع على الموقع لبيعها والعديد من الخدمات الأخرى ومن ضمن هذه الخدمات: أولا: تحميل كتب من الموقع، ولكن هذه الكتب جلبناها من الأنترنت وقد يكون عليها حقوق طبع ولكننا لا نطبعها، بل نضعها لمستخدمي موقعنا بدون مقابل اللهم إلا مقابل الاشتراك السنوي الذي يتضمن العديد من الخدمات من ضمنها الكتب فهذا الاشتراك ليس للكتب فقط، بل للعديد من الخدمات التي ذكرتها ومن ضمنها تحميل الكتب.
ثانيا: في هذا الموقع أقوم بعمل إعلانات لدورات المركز وهي دورات كثيرة تصل لعشر دورات, ومن ضمن هذه الدورات دورة تعلم جوجل ادسنس, وفي هذه الدورة يتعلم الشباب كيفية صنع مدونة، أو موقع على الأنترنت وكيفية التربح منه, حيث يقومون بوضع كود من جوجل ـ محرك بحث ـ في موقعهم ويقوم جوجل بوضع إعلانات على موقعهم لشركات مختلفة, ومن يقوم بزيارة موقعهم والضغط على الإعلانات يحصلون على ربح, وهذه الإعلانات تكون لما هو حلال وقد تكون لمواقع عن فنادق، أو ما هو محرم، أو روابط لشركات منتجها حلال، أو حرام وبها صور لنساء متبرجات, ويمكنهم الفلترة أولا بأول كي لا يكون هناك إعلانات شبه ذلك وقد لا يستطيعون التحكم في ذلك, وقد يقوم بعض المتعلمين بهذه الدورة من عمل مدونة، أو موقع مع عدم وضع إعلانات لجوجل ادسنس, أو لا يقومون بعمل مدونة، أو موقع، بل يكتفون بالعلم لمجرد العلم.
ثالثا: حصلت على برنامج مجاني من الأنترنت من شركته الأصلية وهذا البرنامج أضعه في الموقع وتعلم الشركة الأصلية ذلك, وتترك من يستخدم البرنامج ولا تقول له شيئا, ولكنني أزلت اسم الشركة المنتجة من على البرنامج.
والسؤال: ما حكم عملى لديهم؟ وهل علي إثم لأنني أعلن لهم عن دوراتهم؟ أو هل علي إثم من وضعي لهذه الكتب على الموقع, أو إزالة لاسم الشركة صاحبة البرنامج الذي أضعه على الموقع؟ وما هو المخرج من ذلك؟ وهل أزيل الكتب الموجودة؟ وهل أضع اسم الشركة صاحبة البرنامج المجاني على الموقع؟ وبالنسبة للإعلان عن الدورات فما الحل إن كان حراما؟ وما حكم الأموال التي أخذتها كراتب في السابق؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر السائل الكريم ثلاثة أشياء يجب تعديلها في عمله:

الأول: الكتب الإلكترونية التي يتيحها الموقع, يجب أن تقصر على ما أذن فيه أصحابه, أو ما ليس له حقوق للنشر, فإن الذي عليه مجامع وهيئات الفتوى المعتبرة كهيئة كبار العلماء ومجمع الفقه الإسلامي, أن الحقوق الأدبية محفوظة لأصحابها, وراجع الفتويين رقم: 13169ورقم: 6080

وعلى ذلك، فلا يجوز نشر الكتب المحفوظة الحقوق إلا بإذن أصحابها, وما وضع منها على الموقع دون إذن يجب إزالته.

الثاني: تعمد إزالة اسم الشركة المنتجة للبرنامج المجاني لا ينبغي ولا يليق, لما في ذلك من التدليس وإضاعة حق هذه الشركة بالقيمة الأدبية لمنتجها, ويتأكد هذا إذا ما كانت هذه الشركة تشترط الاحتفاظ باسمها, فلا يجوز إزالته عندئذ, قال الشيخ بكر أبو زيد في فقه النوازل: إن هذه الفقرات التي تعطي التأليف الحماية من العبث والصيانة عن الدخيل عليه وتجعل للمؤلف حرمته والاحتفاظ بقيمته وجهده, هي مما علم من الإسلام بالضرورة, وتدل عليه بجلاء نصوص الشريعة وقواعدها وأصولها. اهـ.

فعلى السائل أن يعيد وضع اسم الشركة صاحبة البرنامج المجاني على الموقع.

الثالث: الإعلان عن الدورات لتعليم برنامج جوجل ادسنس, ينبني حكمه على جواز استعمال هذا البرنامج وقد سبق أن بينا عدم جواز العمل مع هذا البرنامج الإعلاني, وذلك في الفتوى رقم: 80472

وعلى السائل أن يقتصر في باب الدعاية التي تنشر على الموقع على الأشياء المباحة كالدورات العلمية الأخرى للمركز، وراجع الفتوى رقم: 115491

وأما بالنسبة للأموال التي أخذها السائل كراتب في السابق: فلا نرى عليه حرجا في الانتفاع بها, لأن أصل المنفعة التي استؤجر عليها مباحة, وهي إدارة الموقع نفسه, والذي يغلب عليه هو الأمور المباحة, كما فهمنا من السؤال, وراجع الفتوى رقم: 52763

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني