السؤال
شيخي الجليل أنا دائما مصاب بالوساوس في كل شيء وخاصة في الطلاق، أكون بين النوم واليقظه في الصباح وأشعر بألفاظ بالطلاق على لساني وكل فعل لي يأتيني في ذهني أن تكون زوجتي كذا، وسألت شيخا عن تلك الوساوس فقال لي أبعد عن هذا حتى لا تصل في مرة وتكون جالسا معها وتقول لها أنت ليست زوجتي. وشاهدت الشيخ مرة فتذكرت كلامه وتكلمت به بيني وبين نفسي وقلت أنت لست زوجتي ولكن كان تذكر لكلامه وليس ما أريده، وفي الصباح كنت أحدث نفسي فقلت أنت بفتح الألف أنت حر وجاء في نفسي أنها كنايه للطلاق وقلت يا حبيبي حتى أهرب، وبعدها شككت أنه كناية في الطلاق وأنا والله أحب زوجتي ونفسي أن يبعد عني وساوس الطلاق. فما حكم زوجتي ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه من وساوس وشكوك في شأن الطلاق، وننصحك بعدم الالتفات إليها فذلك أنفع علاج لها، وراجع المزيد في الفتوى رقم : 30860.
ثم إنه لا يلزمك طلاق بما تشعر به من ألفاظ الطلاق على لسانك ولا بالأفعال التي تتخيلها طلاقا .
كما أن عبارة: ليست زوجتي. لا يقع بها سواء تخيلتها أو نطقت لأنها من كنايات الطلاق ولا يقع بها إلا إذا تلفظ بها الزوج مع قصد الطلاق، وراجع الفتوى رقم : 130936.
وبخصوص عبارة: أنت حرة. فهي كناية طلاق لا يقع بها إلا مع النية.
قال ابن قدامة في المغني : ولا نعلم خلافا في : أنت حرة , أنه كناية . انتهى .
لكن أنت لم تنو طلاقا وإنما تلفظت بها بسبب الوساوس التي تروادك. فتبين مما تقدم أنه لا يلزمك طلاق بسبب ما تخيلته ولا ما نطقت به، فأعرض عن تلك الوساوس واستعذ بالله تعالى من شر الشيطان الرجيم وتضرع إلى الله تعالى أن يعافيك مما تعانيه .
والله أعلم.