السؤال
مشكلتي: في البداية كنت إذا ذهبت للمدرسة أشعر بضيق وكتم وخوف وأشتاق إلى البيت وأشعر أنني أريد البكاء، وقبل أسبوع رقيت نفسي بأن أقرأ في ماء زمزم وأشرب لمدة 7 أيام فزادت الحالة عندي وصرت أشعر بهم وغم وحزن وضيق وكآبة وكتم وأقوم مفزوعة من النوم، فهل هذه أعراض عين؟ أم أحتاج زيارة طبيبة نفسية؟ وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نسأل الله لك العافية والسلامة مما تعانين منه ونفيدك أنه ليس عندنا ما يجزم به في تعيين نوع ما أصابك، إلا أننا ننبهك إلى أن العين لها حقيقة وتأثير، كما في حديث الصحيحين، ويشرع علاجها بالرقية الشرعية، ولا حرج ـ إن شاء الله ـ على المسلم في أن يرقي نفسه بالرقية الشرعية، أو أن يرقيه غيره ممن عرف بالاستقامة واتباع السنة حتى ولو لم يكن المرقي مصاباً، ويعظم النفع إذا قرئت الرقية في زمزم، وأكثري من الدعاء وطلب العافية من الله، والتصدق، والمحافظة على الأذكار الصحيحة لا سيما أذكار الصباح والمساء والمعوذات إضافة إلى الالتزام بالفرائض والبعد عن المعاصي، فالرقية الشرعية وزمزم والدعاء يتخلص بها العبد من كل الشرور، فننصحك بالصبر على ذلك وأن تحسني الظن بالله تعالى، وتوقني بوعده واستجابته لمن دعاه بحضور قلب وتضرع، ولا سيما إذا تحرى ساعات الإجابة فدعا بالاسم الأعظم وبدعوة نبي الله يونس.
قال ابن القيم في المدارج: كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني وذلك في أثناء الطواف وغيره فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط، جربت ذلك مراراً عديدة، وكنت آخذ قدحاً من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مراراً فأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء. انتهى.
وفي الآداب الشرعية لابن مفلح: قال صالح ـ يعني ابن الإمام أحمد رحمهما الله تعالى: ربما اعتللت فيأخذ أبي قدحاً فيه ماء فيقرأ ويقول لي: اشرب منه واغسل وجهك ويديك، ونقل عبد الله أنه رأى أباه يعوذ في الماء ويقرأ عليه ويشربه ويصب على نفسه منه، قال عبد الله: ورأيته قد أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في جب الماء ثم شرب فيها، ورأيته غير مرة يشرب ماء زمزم فيستشفى به ويمسح به يديه ووجهه.
ولا حرج في استشارة المتخصصين في العلاج النفسي والطبي، وراجعي في ذلك قسم الاستشارات بموقعنا إن شئت.
والله أعلم.