السؤال
أنا موظف منذ عام 2004 ولم يتسن لي أن أشتري بيتا، أو أتزوج بسبب أن الراتب ضعيف والبنوك الإسلامية لا تعطينا قروضا إلا بالشروط التي لا تنطبق علينا، فماذا أفعل، والبنوك الربوية تفتح لنا الأبواب وكلما انتظرنا أكثر تقل الفرصة بسبب غلاء الأسعار، أرجوكم أفيدونا وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالبنوك الربوية لا يجوز الاقتراض منها بالربا إلا أن تلجئ إليه ضرورة معتبرة شرعاً، وقد قال بعض أهل العلم مبيناً حد الضرورة:هي أن تطرأ على الإنسان حالة من الخطر، أو المشقة الشديدة بحيث يخاف حدوث ضرر، أو أذى بالنفس، أو بالعضو، أي عضو من أعضاء النفس، أو بالعرض، أو بالعقل، أو بالمال وتوابعها، ويتعين أو يباح عندئذ ارتكاب الحرام، أو ترك الواجب، أو تأخيره عن وقته دفعاً للضرر عنه في غالب ظنه ضمن قيود الشرع. انتهى من نظرية الضرورة الشرعية.
وقال الشيخ المودودي: لا تدخل كل ضرورة في باب الاضطرار بالنسبة للاستقراض بالربا، فإن التبذير في مجالس الزواج ومحافل الأفراح والعزاء ليس بضرورة حقيقية، وكذلك شراء السيارة، أو بناء المنزل ليس بضرورة حقيقية، وكذلك ليس استجماع الكماليات، أو تهيئة المال لترقية التجارة بأمر ضرورة، فهذه وأمثالها من الأمور التي قد يعبر عنها بالضرورة والاضطرار ويستقرض لها المرابون آلافاً من الليرات لا وزن لها ولا قيمة في نظر الشريعة، والذين يعطون الربا لمثل هذه الأغراض آثمون. انتهى.
وما نرشدكم إليه لرفع كربتكم وتفريج همكم هو ما أرشد إليه المولى سبحانه في قوله: وَمَن يّتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:2-3}.
فاستعينوا بالله عز وجل على قضاء حوائجكم وأكثروا من الاستغفار فهو من أسباب الرزق وفتح أبوابه، قال تعالى حكاية عن نوح عليه السلام: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا {نوح:10-11-12}.
مع بذل الوسع في البحث عن البدائل الشرعية لتملك السكن وعسى الله أن يفرج عنكم.
والله أعلم.