السؤال
سؤالي يتضمن عدة أسئلة فأرجو المعذرة للطول وأتمنى منكم الشرح المفصل: هل نحن مسيرون أم مخيرون تحديدا في الزواج؟ فإذا كان كل شيء مقدرا ومكتوبا في اللوح المحفوظ، فلماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث: تنكح المرأة لأربع ـ وقال أيضا: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقة فزوجوه ـ إلى آخر الأحاديث الشريفة وأيضا حرم الشرع الزواج من المحارم والأجانب وغيرها وسوف نحاسب على اختيارنا، هذا سؤالي العام، أما عن سؤالي الخاص فسوف أختصره بقصتي التالية: أنا فتاة تجاوزت الثلاثين من العمر وبعد سنوات طويلة من الدعاء المستمر تقدم لخطبتي شاب ذو أخلاق حسنة ولكنه فقير واستمرت خطبتنا أكثر من عام لم يتغير من أموره شيء وفي لحظة أنهيت خطبتنا ومر على هذا الأمر عدة شهور وأنا الآن نادمة أشد الندم وأعلم أني أخطأت بحقه، وسؤالي: هل كان مقدرا لي أن لا أتزوجه؟ أم إن الله بعثه لي نتيجة دعواتي السابقة وأنا الآن المسؤولة عن فسخ الخطبة؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق لنا إيضاح مسألة: هل المرء مخير أم مسير، خاصة في مسألة الزواج، فراجعي في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 116611، 35375، 4054، 19045.
ومنها تعرف السائلة أن كلا الوصفين يصدق على الإنسان من حيثية معينة، فهو من جهة: فاعلٌ مكتسب مختار، بما جعل الله له من عقل وإرادة ومشيئة، وهو من جهة أخرى يجري عليه قدر الله وقضاؤه السابق الذي لا يمكن أن يتخلف، فمن الحيثية الأولى يخاطَب المرء بالتحري وحسن الاختيار، ومن الحيثية الثانية لا يتحسر على ما فاته ليقينه أنه لو قُدِّر أمر لكان، وقد جاء الوصف الشرعي جامعا بين التخيير والتسيير، وهو التيسير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل ميسر لما خلق له. متفق عليه.
وراجعي لبيان ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 26413، 79824، 106294.
ولمزيد الفائدة عن الشق الثاني من السؤال راجعي جواب السؤال رقم: 151565.
والله أعلم.