السؤال
أنا تزوجت من أربع سنوات بشكل مؤقت في شقة أخي زوجي؛ لأن الشقة كانت مقفلة وغير مستخدمة، ونحن كنا حاجزين شقة، سنستلمها بعد سنة واحدة، ونقسط باقي ثمن الشقة، لكن نظرا لظروف ارتفاع الأسعار، الشركة رفضت التقسيط ، وألزمتنا بدفع المبلغ المتبقى بالكمال، وكان 20 ألف جنيه، فقمنا أنا وزوجي بالتقدم لأخذ قرض شخصي من البنك بقيمة 40 ألف على سبيل الاحتياط؛ بناء على نصيحة من موظفة البنك، حيث أخبرتنا بأن المبلغ المتقدم عليه يقوم البنك بتخفيضه، و لكن جاءت موافقة البنك على القرض بقيمة 40 ألفا تسدد 58 ألفا على خمس سنوات، و قمنا بتسديد 20 ألفا للشقة، وتبقى 20 ألفا أخرى. قمنا بشراء سيارة ، استمررنا فى دفع الأقساط بالفائدة لمدة 3 سنوات. خلال الثلاث سنوات أصبنا بابتلاء في كل من الشقة التي كان من المفروض استلامها. وقد تعطل بسبب الظروف الاقتصادية، فإلى الآن لم نستلمها، والسيارة تكررت مشاكلها بشكل كبير جدا، رغم أن حالتها جيدة، بدأنا نحس أن ربنا غير راض عن فلوس القرض، والآن بعد مرور 3 سنوات سألنا عن إجراءات إرجاع المبلغ بدون فوائد، ولكن البنك رفض إلا بعد اضافة فائدة 1% بدلا من 8.5% إذا قمنا بإرجاع المبلغ.
السؤال هو: هل أنا كنت في حكم المضطر عندما أخدت المبلغ ؟ و هل علي وزر؟ كيف أتصرف وأنا لا أملك نقودا للسداد ؟ وهل يلزمني بيع السيارة وتسديد الفلوس المتبقية؟ مع العلم أن الفلوس المتبقية للبنك بعد تخفيض الفائدة من 8.5% لتصبح 1% هي 20 ألف جنيه، و ثمن السيارة الآن هو 17 ألف جنيه؟ وعندي ذهب للزينة بعيد كل البعد عن فلوس القرض، هل علي إلزام أني أبيعه وأسدد المبلغ المتبقى؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالله عز وجل قد يبتلي عبده بسبب الذنوب التي وقع فيها، وقد يحرمه الرزق بسبب الذنب يصيبه، وتوعد سبحانه بمحق بركة الربا فقال في محكم كتابه: يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا {البقرة:276}.
ولعل ما أصابكما من ابتلاءات هو بسبب شؤم المعصية التي وقعتما فيها، ألا وهي الاقتراض بالربا، فهو من الكبائر والموبقات العظيمة، قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ {البقرة: 278 ـ 279 }
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجتنبوا السبع الموبقات. فذكر منهن : أكل الربا . وقد: لعن النبي صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه وقال : هم سواء . رواه مسلم .
وعلى كل حال، فسواء كان ما أصابكما بسبب معصية الربا أو لغير ذلك من الأسباب فالمطلوب منكما أن تبادرا إلى التوبة النصوح بالندم على ذلك الفعل، والعزيمة ألا تعودا إليه، وأكثرا من الاستغفار والتقرب إلى الله تعالى بأنواع القربات، فالحسنات يذهبن السيئات.
وأما بيع السيارة أو الذهب لتسديد القرض فلا يجب عليكما، لكن متى استطعتما المبادرة إلى تسديده فينبغي لكما ذلك، سيما إذا كان تعجيل السداد سيؤدي إلى إسقاط الفوائد الربوية أو تخفيفها كما ذكرت.
وأما هل أنت كنت مضطرة حين اقترضت بالربا، فالذي ظهر من السؤال أن لا ضرورة فيما ذكرت لكثرة البدائل عن الاقتراض بالربا؛ ولأن من يستطيع إيجاد مسكن يؤيه ولو بالكراء لا يعتبر مضطرا. وقد بينا حد الضرورة المبيحة لارتكاب المحظور، وكيفية التوبة من الربا في الفتاوى رقم: 96367، 48727،25158.
والله أعلم.