الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تثور شهوته جراء وقوفه في الصف في صلاة الجماعة

السؤال

أنا صاحب الفتوى رقم: 149031، واستكمالا لسؤال هذه الفتوى: هل تبطل صلاتي نتيجة احتكاكي بالرجال وشعوري باللذة دون خروج المذي؟ مع العلم أنني لا أتعمد ذلك ـ والحمد لله ـ وهل إن وقف بجواري شاب أشتهيه في صف يجب علي أن أترك هذا الصف وأذهب إلى صف آخر مما يسبب تعجب الناس، أو تشككهم في أمري، وربما ذهبت إلى صف آخر فأجد فيه ما وجدت في الأول؟ أم ماذا أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا لك في الفتوى السابقة أن الأولى لك أن تصلي جماعة في بيتك مع بعض أهلك توقيا لهذه الفتنة ريثما يشفيك الله تعالى، وأما عن سؤالك: فإن مجرد حصول الشهوة ليس ناقضا للوضوء ما لم يخرج ما ينقض الوضوء من مذي، أو نحوه، وانظر الفتوى رقم: 70359.

وأما انتقالك من صف لآخر في الصلاة: فإن كنت تتحرك حركة يسيرة فهذا الانتقال أولى لدفع مفسدة هذه الشهوة العارضة ولأنه لا محظور فيه، إذ الحركة اليسيرة في الصلاة لا تبطلها، ووجود احتمال لثوران الشهوة بعد الانتقال لا ينفي ما ذكرناه، لأن الأصل عدم حصوله، وأما إن كان هذا الانتقال يلزم منه حركة كثيرة عرفا فلا يجوز، لأن الحركة الكثيرة في الصلاة تبطلها، ولا يجوز إبطال الفريضة بعد الشروع فيها، بل عليك في هذه الحال بمجاهدة نفسك وصرف بصرك والتعوذ بالله من الشيطان، ولبيان أقسام الحركة في الصلاة انظر الفتوى رقم: 121351.

ولو قيل إن لك رخصة في أن تصلي منفردا ريثما يذهب الله عنك هذا الداء لكان قولا متجها والعلم عند الله تعالى، فما يحصل لك من فساد القلب بسبب هذا الأمر مما قد يقال إنه دون كثير من الأعذار التي عدها العلماء مرخصة في ترك الجماعة، والذي ننصحك به أن تجتهد في التخلص من هذا الداء العضال والمرض الخبيث نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني