السؤال
زوجتي وأمي كثيرتا الشجار على أتفه وأبسط الأمور، وبالرغم من محاولاتي الكثيرة لتهدئة الوضع؛ إلا أنها باءت كلها بالفشل إلى درجة أن زوجتي أصبحت تفكر بالطلاق. ما العمل بارك الله فيكم؟ أنا لا أريد أن أخسر أمي التي تعيش معي طبعا؛ كما أني لا أريد أن أخسر أم عيالي، أنا كرهت الحياة إلى درجة أني في بعض الأحيان أتمنى الموت، والعياذ بالله. أفتوني مأجورين؟ بارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك أن تبر والدتك وتحسن إليها، فإن ذلك من أوجب الواجبات، ومن أعظم القربات، كما أن من حق زوجتك عليك أن توفر لها مسكناً مستقلاً مناسباً، ولا يلزمها قبول السكن مع أمك أو غيرها من أهلك، وانظر الفتوى رقم: 28860.
وينبغي أن تكون حكيماً فتجمع بين بر والدتك وإحسان عشرة زوجتك، وتحرص على إصلاح العلاقة بينهما، واجتناب ما يعكر صفوها، وتبين لزوجتك أن من محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه، وتعرفها أن بقاءها مع أمك وإن كان غير واجب عليها فيه أجر عظيم. فإن رفضت فعليك أن توفر لها مسكناً مستقلاً، ويكفي في تحقق المسكن المستقل أن يكون للزوجة حجرة مع ملحقاتها من ممر ومطبخ ومكان قضاء الحاجة، فإن تعذر ذلك فيمكنك أن تسكن قريباً من أمك حتى تتمكن من القيام برعايتها ومؤانستها، وينبغي لك ألا تتمنى الموت بسبب هذه الخلافات، ولكن اسأل الله العافية، واستعن به، وأكثر من دعائه، فإنه قريب مجيب. وانظر الفتوى رقم: 129336.
والله أعلم.