الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل يقع الطلاق بحديث النفس؟ والله قرأت كثيرا وسمعت أكثر بأنه لا يقع، ولكن الوسواس لا يتركني, أنا كثير الوسوسة منذ صغري وقيل لي بأني كنت أحدث نفسي بصوت عال عندما كنت صغيرا وكأني أحدث شخصا آخر وكل مرة تتطور الوساوس حتى وصلت الصلاة ثم تطورت حتى أصبحت أسمع شتيمة في صدري ثم كثير القلق وأتأثر بأي شيء يقال لي وكنت جاهلا بهذه الوساوس وما كلمت بها أحدا ولا قابلت أي طبيب نفسي حتي أسرتي لا تعرف ولكن زادت علي بعد الزواج, وبعد فترة من الزواج رأيت رؤية طويلة في منامي بأني قابلت شخصا معروفا لدي وكانت رؤية حزينة وطويلة وبعد ثلاثة أيام من الرؤية قابلت نفس الشخص، وإذا به في المساء كنت راقدا على السرير وكأنها أحلام اليقظة كنت أحدث نفسي, فكيف يطلق الناس زوجاتهم ولا أستطيع أن أوقف حديث نفسي حتى وصلت إلى الصيغة وهي نفسها لا أستطيع كتابتها فسوف يزيد علي الوسواس وحتى الآن موجودة في نفسي لا أستطيع نسيانها يوميا أحدث بها نفسي هي في دوارة دائمة في عقلي ورغم أنني والله ملتزم في صلواتي وأذكاري في الصباح والمساء وتلاوة القرآن وأنا رجل منذ الصغر لا أعرف اللهو ولا اللعب ولا أي شيء حرام، وزادت علي الشتيمة في صدري, وفي بعض الأحيان أكون في حيرة من أمري، فما هذه الأشياء؟ والله أنا شخص بريء من هذه الشتيمة ما تلفظت بها على أحد من قبل, وبعض المرات أغضب من هذه الوساوس وأتلفظ ببعض الأشياء والله لا أعرف ماذا قلت، ثم أقرأ سورة الناس والفلق والإخلاص ويهدأ بالي بعد فترة يعود الوسواس للمرة الثانية، لكن لا أذكر بأني تلفظت بلساني هذه الصيغة أبدا ويا إخواني في الله الصيغة هي نفس الصيغة التي يقع بها الطلاق، بالله عليكم أفيدوني، فما حكمي في الكتاب والسنة حتى لا أقع في الحرام؟ وأنا راض بما كتب الله لي، وهل مثل حالتي هذا تحرم علي زوجتي؟ وهل هذا كفر؟ والله إني أحب زوجتي ولا أريد فراقها لحظة أبدا، أفيدوني بالله عليكم في أسرع ما يمكن، كيف أعالج نفسي من الكتاب والسنة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يشفيك من كل داء يؤذيك، وأن يعافيك من كل بلاء ويذهب عنك الوساوس، واعلم أن الموسوس لا يقع طلاقه ولو تلفظ به ما دام قد قال ذلك مغلوبا على أمره، كما بينا بالفتوى رقم: 102665. فتبين بهذا أن من لم ينطق به أصلا أولى أن لا يقع طلاقه، فلا تحرم عليك زوجتك ولا تطلق بما تجده من حديث النفس ولا تكون كافرا، وكيف يكفر من يكون قلبه مطمئنا بالإيمان؟ فنوصيك بالإعراض تماما عن هذه الوساوس ولا تلتفت إليها، فهذا من أفضل السبل لعلاجها، ولمزيد الفائدة فيما يتعلق بعلاج الوسواس راجع الفتوى رقم: 3086.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني