السؤال
عملت مرتين أطفال الأنابيب وفشلت العملية في المرتين والآن أنتظر نتيجة العملية الثالثة ويدخل علي الشيطان ونفسي من مداخل كثيرة وقت الدعاء فيقول لي: دعوت كثيرا ولم يجب لك، وأشعر بالتفاؤل أحيانا والخوف الشديد أحيانا أخرى من الفشل وأخاف أن يتعارض هذا الخوف والظنون السيئة من الفشل مع حسن الظن بالله مع أن عندي يقينا بأن الله سيرزقنا الذرية في وقت ما، وأخاف إن أسأت الظن للنتائج السابقة أن يكون كما في الحديث: أنا عند ظن عبدي بي ـ أرجو نصحكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فحكم عملية طفل الأنابيب مبين في الفتوى رقم: 62928، فلتنظر وما أحيل عليه فيها.
والذي ننصحك به هو أن تتوكلي على الله تعالى وتثقي بتدبيره واختياره لك وأن تعلمي أنه أرحم بك من أمك وأنه لا يقضي لعبده قضاء إلا كان خيرا له، فأحسني الظن بربك وعلقي قلبك به راجية فضله عالمة أنه لا يأتي بالحسنات إلا هو ولا يدفع السيئات إلا هو، واجتهدي في دعائه أن ييسر لك ما فيه الخير، وادفعي عن نفسك وساوس الشيطان ودعي عنك الخوف من المستقبل، فإن المقدر كائن لا محالة، واعلمي أنك لا تعدمين بدعائك خيرا، فإما أن يستجيب الله لك، وإما أن يصرف عنك من السوء مثلما دعوت به، وإما أن يدخر لك دعاءك ليوم القيامة، فادعي وألحي على الله في المسألة فإنه تعالى يحب الملحين في الدعاء، فإن كان ما تحبين فاحمدي الله وإن كانت الأخرى فوطني نفسك على الرضا بقضاء الله، واعلمي أن ما قدره لك هو الخير والمصلحة وإن كنت لا تعلمين وجه ذلك، فإنما هو لقصور عقلك وضعف إدراكك لمآلات الأمور، وقد قال تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
والله أعلم.