السؤال
حالتي مطلقة وأدرس التمريض، فهل يمكن لي أن أدرس المرحلة التطبيقية في مستشفى، أو في دار العجزة؟ كنت أعمل في مصنع وتركت العمل، لأنهم لم يريدوا أن أعمل أقل ساعات حتى أستطيع الدراسة في هذا الوقت كنت أحاول أن أرتدي الحجاب منذ ذلك الوقت لم أجد عملا وبعد ذلك مرضت، وأسرتي تقول لي بأنه عمل شريف، وإن عملت فسوف تتحسن صحتك، وخصوصا عندما أخبرتهم بأنني رفضت أن أذهب إلى دار العجزة لأن هذا العمل يجب أن أنظف جسم الرجل.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لك أن تعملي عملا يعرضك للخلوة بالرجال، أو ملامستهم، أو الاطلاع على عوراتهم، وراجعي ضوابط عمل المرأة في الفتويين رقم: 522 ورقم: 3859.
كما أن الدراسة التي تستلزم منك تنظيف جسم الرجل لا تجوز إلا للضرورة، لما في ذلك من الاطلاع على العورات وملامستها وذلك غير جائز إلا في حال عدم وجود من يقوم به من الرجال مع وجود الحاجة إلى ذلك فقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء: هل يجوز أن يقوم بتنظيف المريض ورؤية عورته ممرضات المستشفى لاستحالة قيام ذلك بنفسه؟ فأجابت: يجوز اطلاع الممرضة على عورته عند الضرورة إذا لم يتيسر رجل يقوم بذلك، لقول الله سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ـ فإن تيسر أن يقوم بذلك رجل لم يجز أن يتولى ذلك الممرضات.
وراجعي الفتويين رقم: 107486 ورقم: 55271.
أما إذا وجدت عملا خاليا من المخالفات الشرعية فلا حرج عليك في قبوله، كما أن عليك المحافظة على حجابك الشرعي فهو فريضة من الله لا يجوز لك التهاون فيه ولا يجوز لك أن تقبلي بعمل يشترط على المرأة ترك الحجاب، مع التنبيه على أنّ من يتمسك بدينه ويتوكل على ربه فسوف يكفيه كلّ ما أهمه، قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2}.
وقال: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:3}.
والله أعلم.