السؤال
أختي كانت مريضة ولكنها لم تصل طيلة حياتها وأثناء مرضها قالت عرفت أن الدنيا ليست لها قيمة ونوت أن تصلي بمجرد أن تقوم من مرضها وقالت ـ إن شاء الله ـ سوف أصلي، وكانت تصوم وتسمع جميع خطب يوم الجمعة وكانت ناوية الذهب للعمرة هذا العام، ولكنها ماتت، فهل يتقبل الله هذه النية لو كانت خالصة؟ أرجو إعلامي بأي شيء أفعله ينفعها بعد موتها؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أسرفت هذه المرأة على نفسها بتضييعها الصلاة طيلة عمرها، وقد كان يلزمها إذ عرفت تقصيرها في أيام مرضها أن تبدأ بالمحافظة على الصلاة من فورها، فإن الصلاة لا تسقط عن المسلم بسبب المرض، وقد كان يلزمها أن تصلي على حسب استطاعتها، فإن عجزت عن القيام صلت قاعدة، وإن عجزت عن القعود صلت على جنب، أما وقد حصل ما حصل وتوفى الله تعالى هذه المرأة إليه، فإن المأمول من سعة فضله تعالى وعظيم جوده وواسع رحمته أن يتجاوز عنها وأن يعفو عن تقصيرها وأن يتغمدها برحمته، وقد وسعت رحمته تعالى كل شيء وسبقت رحمته غضبه فهو أرحم الراحمين تبارك وتعالى، ولعل نيتها التوبة والاستقامة على الشرع مما يخفف به عنها وبخاصة إذا كانت جاهلة بما يلزمها من المحافظة على الصلاة حال مرضها، فإن كانت قد تابت توبة نصوحاً خالصة لله تعالى وكانت تظن أن الصلاة لا تلزمها في الحال التي هي فيه، فالمرجو أن يقبل الله توبتها وأن يغفر لها ويرحمها، وأما أنتم فاجتهدوا في الدعاء لها والاستغفار لها، ومن استطاع أن ينفعها بصدقة يتصدق بها عنها، أو بغير ذلك من القرب التي يهب ثوابها لها فليفعل وذلك ينفعها ـ إن شاء الله.
والله أعلم.