السؤال
الحمد لله، سؤالي حول الحديث الذي يتحدث عن السكة وشيء من آلة الحرث الذي إذا دخل بيتاً أذله الله.
الحمد لله، سؤالي حول الحديث الذي يتحدث عن السكة وشيء من آلة الحرث الذي إذا دخل بيتاً أذله الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ....أما بعد:
فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي أمامة الباهلي، قال : - ورأى سكة وشيئاً من آلة الحرث - سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يدخل هذا بيت قوم إلا أدخله الله الذل ".
والسكة : هي الحديده التي تحرث بها الأرض، قال ابن حجر : والمراد بذلك ما يلزمهم من حقوق الأرض التي تطالبهم بها الولاة . أ. هـ. يعني أنهم لا يزالون في ذل بسبب ظلم الولاة لهم، بما يحصلون منهم من الضرائب وغيرها.
وهذا الحديث لا يعارض ما ورد في فضل الغرس والزرع، كحديث أنس رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة " رواه البخاري .
لأنه يمكن الجمع بين الحديثين، بأن الزرع في أصله ممدوح، لأن الله تعالى ذكره في القرآن على جهة الامتنان به، في قوله - عز وجل ( أفرأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ) [الواقعة : 63 -64 ] .
والله تعالى لا يمتن إلا بشيء حلال مباح فيه خير، أما إذا اشتغل بالزرع بحيث يضيع به ما عليه من حقوق أخرى، أو يجاوز الحد فيه، أو يكون قريباً من العدو فيشتغل به عن إعداد العدة للجهاد فيجرؤ عليه العدو، فهذا هو الذي يستحق الذم الوارد في الحديث.
وبهذا يتبين لنا أن الذم لم يرد من أجل حيازة آلة الحرث والسكة لذاتها، ولكن لما يترتب عليها مما ذكر .
والله أعلم .
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني