السؤال
نحن مسلمون في ألمانيا وكنا في جاهلية شديدة خبيثة وفي غفلة شديدة عن دين الله عزوجل، فهدانا الله عزوجل ـ ولله الحمد ـ أن نصلي الصلوات في الجماعة والسنن ونصوم النوافل وغير ذالك من العبادات، ولكن هذه الجاهلية كان لها أثر على فطرتنا خاصة بالنسبة للجماع، فقد كنا نعيش مع الكفار وتأثرنا من فكرهم الخبيث في هذه المسألة ووقع الفساد في فطرتنا وفي قلوبنا، فنحن نعلم بأن الجماع عبادة جميلة شرعها الله لعباده، لكن الشيطان وأنفسنا يدعوننا إلى تطبيق هذه العادات مع أهلنا في حياتنا الزوجية ـ مثل الجنس الفموي ـ ونحن لا نفعل ذلك ولا نريده أصلا، ولكن فطرتنا تأثرت مما رأينا في الجاهلية من الكفار وأفلامهم
والسؤال هنا: كيف نزكي فطرتنا وأنفسنا؟ وما هي طريقة تربية النفس على عدم الدعوة إلى هذه الأفعال؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله سبحانه لكم الثبات على الأمر والعزيمة على الرشد وأن يوفقكم لما فيه صلاح الدين والدنيا, واعلم ـ رحمك الله ـ أن السعي في تزكية النفس من آكد ما يجب الاعتناء به، فقد وعد الله تعالى من زكى نفسه بالفلاح ودخول الجنة، فقال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى {الأعلى:14}.
وقال سبحانه: جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى {طـه:76}.
ووسائل تزكية النفس كثيرة وهي مبينة في الكتاب والسنة أحسن بيان وأتمه, وجماع ذلك فعل الأوامر واجتناب النواهي ويستعان على ذلك بالصبر والصلاة وكثرة ذكر الله جل وعلا ثم بمصاحبة أهل الخير والصلاح الذين إذا نسي العبد ذكروه، وإن ذكر أعانوه، وقد سبق لنا الكثير من الفتاوى في هذا الشأن فيراجع منها على سبيل المثال الفتوى رقم: 120789.
ويراجع الحديث عن حكم الإقامة في بلاد الكفر في الفتوى رقم: 2007.
ويراجع الحديث عن حكم ما يعرف بالجنس الفموي في الفتوى رقم: 137870.
والله أعلم.