السؤال
سعادة الشيخ يحفظه الله – إن لي حفيدا (عبدالله) في العاشرة من عمره، يعاني من مرض في الدم حيث لم نتمكن من معالجته في بلدي أفغانستان( وذلك بعد وفاة أخويه من نفس المرض). لقد تكفلت أسرة غير مسلمة في إحدى البلدان الغربية مصاريف سفر وعلاج عبدالله في ذلك البلد و مازال عبدالله مع تلك الأسرة منذ سنتين تقريباً، حيث يحتاج إلى معالجة طويلة المدى. لقد أبلغتنا الأسرة الكفيلة أنها تريد تبني عبدالله و بقاءه معهم و من ثم عدم عودته إلى أهله، و لكن طلبوا منا الموافقة الخطية على ذلك، إن أردنا، خلال أسبوعين. و إلا سيعود عبد الله إلى البلد. لذلك فإن أسرتي جميعاً متحيرة و في حالة حرجة و نتساءل: هل نوافق على طلب الأسرة الكفيلة أم لا. كلنا نعلم أن موافقتنا على ذلك تعني التخلي عن عبدالله إلى الأبد، حيث لا ندري كيف ستكون تربيته و ديانته، و لكن نعلم أيضاً أنه في حالة عدم موافقتنا سيرجع عبدالله إلينا حيث لا تتوفر في بلدنا التسهيلات الطبية التي قد يحتاج إليها طول عمره، حتى وإن وجدت فإننا غير قادرين على تحمل تكاليفها. نرجو التكرم بإفادتنا بفتوى شرعية موضوعية في هذا الموضوع. ولكم منا كل الشكر والامتنان. وجزاكم الله خيرا .
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يعافي هذا الولد وأن يغني المسلمين بالتكافل فيما بينهم عن الاحتياج لغيرهم.
ولا تجوز الموافقه على ما طلبه هؤلاء من قطع هذا الولد عن بيئته الإسلامية، وتركه للعيش مع غير المسلمين وهو في هذا السن، ثم إن التبني محرم لقول الله تعالى: مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ* ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ... {الأحزاب:4-5}،ومع ذلك فأنتم لا تملكون التنازل عنه بحيث تعطون غيركم الحق في نسبته إليه وأن يتنزل منزلتكم منه، بل هو حر لا يملك ولا يباع ولا يوهب، فأنتم مسؤولون عن تربيته الأخلاقية والدينية كمسؤوليتكم عن صحته وعلاجه.
وما ذكرته من مرض هذا الولد وحاجته الى الرعاية مع قلة ذات اليد لديكم ونحو ذلك لا يبيح ما يريده هؤلاء منكم من بقائه عندهم حتى يهودوه أو ينصروه، فاستعينوا بالله ولا تقبلوا هذا العرض المحرم.
ونسأل الله تعالى أن يعوضكم خيراً مما تركتم، ونذكركم بوعد النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: إنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه. رواه أحمد وغيره وصححه الأرناؤوط.
وراجع الفتوى رقم:
114229للاطلاع على بعض الأدعية المعينة على قضاء الحاجات.
والله أعلم.