السؤال
لا أدري من أين أبدأ رسالتي. توفي أبي وهو غضبان علينا، كنا نعامله رحمه الله كأحد غريب غير مرغوب فيه في البيت، كنا نأكل أشهى المأكولات من غير مشاركته لنا وبدون علمه، كان يطلب منا شيئا ونعمل العكس، وذلك تلبية لرغبة أمنا، كانت تكرهه كرها تاما؛ لأنه إنسان مهمل، لم يكن سكيرا، ولكن كان يسهر في الليل، لا يأتي حتى منتصف الليل، كان رحمه الله إذا مرض أحد من إخوتي يهرب إلى عمله لكي لا يتحمل مسؤولية الذهاب به إلى الطبيب. كنا نتشاجر معه كأحد أصدقائنا الذين لا نحترمهم. مرض أبي ولكن لم نول اهتماما لمرضه على أساس أنه كاذب، لم نقم بالواجب تجاهه، أصبح بيتنا في تلك الفترة جحيما، كنت أدخل إلى البيت ورأسي يكاد يقتلع من الصداع. أمي في اليوم بطوله وعرضه لا تكف عن الشجار مع أي أحد من دون سبب، وتشتكي من أبي على أنه يتمارض وليس مريضا، بينما هو كان طريح الفراش، وفي أحد تلك الأيام شعرت بالقنوط اتجاه المعيشة التي نعيشها، بينما أمي كانت تشتكي لنا قلت لها "يارب يموت عشان يستريح ونستريح" فما فتواكم يا شيخنا في هذا. كان يطلب مني أن أذهب لأعمل كنت أرفض، وقلت له إني في حالة تربص، رغم أنني كنت أعمل، وفي نهاية الأسبوع قررت أنني في بداية الأسبوع القادم سآخذه إلى الطبيب وأقوم بالواجب، ولكن مات رحمه الله قبل ذلك. وأنا الآن نادم على ما كنا نفعله به فما هي توبتنا.