السؤال
سؤالي باختصار: أنا شاب في الثلاثين من عمري أعمل مديرا في إحدى الشركات في الخارج، عندعودتي في الإجازة قررت الزواج فأشارت والدتي علي بعدة فتيات فاخترت إحداهن، ولكن والدي رفض ويريد أن يزوجني بنت عمي فرفضت، وأصر على موقفة، أثناء النقاش انفعلت وقلت له: (اتقي الله بكرة في قبر وعذاب انت رجل تقيم الصلاة وقيام اليل لا تخشى أن يسخط الله وأنت بين يديه). فهل علي بالدعاء؟ ومن ذلك اليوم وأنا أحاول أن أكسب وده وأرجوه أن أقبل يده كي يرضى عني ولكنه يشيح بوجهه ويرفض الكلام أو الاستماع لي، قلت له لا أريد الزواج سوف أؤجله للسنة القادمة فلم يستجب، وأنا لا أستطيع السفر وهو بهذه الحال، علماَ أن الشركة أنذرتني الإنذار الثاني أو الفصل إن لم أسافر. أرجو النصح لي في هذا الموضوع؟ وهل أستطيع السفر وهو غاضب علي أو أتزوج من بنت عمي؟ جزاكم الله الخير عني وعن كل المسلمين.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى أن حق الوالد على ولده عظيم، فلا يجوز له أن ينهره أو يغلظ له في الكلام، فالواجب عليك التوبة إلى الله مما بدر منك نحو والدك من قول ما يغيظه، أما عن طاعتك له في الزواج من ابنة عمك فلا تجب عليك طاعته في ذلك ولا تكون عاقا له بمخالفته.
قال ابن تيمية: لَيْسَ لِأَحَدِ الْأَبَوَيْنِ أَنْ يُلْزِمَ الْوَلَدَ بِنِكَاحِ مَنْ لَا يُرِيدُ، وَأَنَّهُ إذَا امْتَنَعَ لَا يَكُونُ عَاقًّا وَإِذَا لَمْ يَكُنْ لِأَحَدِ أَنْ يُلْزِمَهُ بِأَكْلِ مَا يَنْفِرُ عَنْهُ مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى أَكْلِ مَا تَشْتَهِيهِ نَفْسُهُ كَانَ النِّكَاحُ كَذَلِكَ وَأَوْلَى؛ فَإِنَّ أَكْلَ الْمَكْرُوهِ مَرَارَةً سَاعَةً وَعِشْرَةَ الْمَكْرُوهِ مِنْ الزَّوْجَيْنِ عَلَى طُولٍ يُؤْذِي صَاحِبَهُ كَذَلِكَ وَلَا يُمْكِنُ فِرَاقُهُ. مجموع الفتاوى.
لكن إن كانت ابنة عمك صالحة ورغبت في زواجها فذلك خير وأفضل، إما إذا كنت غير راغب في نكاحها، فلا حرج عليك في تركها، ولا حرج عليك في السفر رغم غضب والدك ما دمت قد اعتذرت له، لكن ينبغي عليك مداومة استرضائه والحرص على بره والإحسان إليه بما تقدر عليه من الاتصال به أو مراسلته أو نحوذلك.
والله أعلم.