السؤال
هل يمكن اعتبار النصارى الذين قتلوا في فلسطين من طرف اليهود شهداء؟وهل يمكننا أن نسمي النصارى إخوان المؤمنين لأن الله عز وجل قال - إنما المؤمنون إخوة- بارك الله فيكم
هل يمكن اعتبار النصارى الذين قتلوا في فلسطين من طرف اليهود شهداء؟وهل يمكننا أن نسمي النصارى إخوان المؤمنين لأن الله عز وجل قال - إنما المؤمنون إخوة- بارك الله فيكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فإن من مات على غير دين النبي محمد صلى الله عليه وسلم فإنه كافر خالد مخلد في نار جهنم، دلت على هذا عشرات الآيات من القرآن الكريم، وأحاديث كثيرة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم،
قال سبحانه(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) [البقرة : 161] .
وقال سبحانه(إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) [ المائدة :72] .
والنصارى واليهود كفار مشركون كما دل على ذلك القرآن، فقد قال الله تعالى (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) [البينة :1 ] .
وقال سبحانه(اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [التوبة : 31] .
ففي الآية الأولى سماهم كفاراً، وفي هذه الآية سماهم مشركين .
وقد قال صلى الله عليه وسلم "والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلاَّ كان من أصحاب النار" رواه مسلم .
إذا علم هذا تبين أن من قتل من النصارى فإنه حطب جهنم ولا يجوز تسميته شهيداً .
فالشهادة منزلة عظيمة تفوق منزلة الصالحين كما دل على ذلك القرآن، ولكن الناس قد امتهنوا هذا اللفظ وأضفوا هذا اللقب على من شاءوا، وقد سبق وأن بينا المقصود بالشهيد في جواب سابق برقم 6753 فليراجع .
وأما قول الأخ السائل: هل يمكننا أن نسمي النصارى إخوان المؤمنين؟ فالجواب أنهم ليسوا إخواناً لنا في الإيمان بل هم كفار كما سبق تقريره. ونزيد هنا فنقول: بأنهم كفار بنبيهم عيسى عليه السلام، فإن عيسى بشر بمحمد عليهما صلوات الله وسلامه، فمن كذب محمداً فقد كذب عيسى ومن كفر بمحمد فقد كفر بعيسى. والله سبحانه عندما يذكر تكذيب الأمم لأنبيائها يقول سبحانه(كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) [الشعراء : 105] .
ومعلوم أنهم لم يكذبوا إلاَّ نوحاً، ولكن تكذيبهم لواحد كتكذيبهم للجميع، وهكذا قال سبحانه عن الأقوام الآخرين كما في سورة الشعراء. فالأنبياء سلسلة متلاحقة يبشر السابق باللاحق ويصدق اللاحق السابق فمن كفر بواحدٍ منهم كفر بهم جميعاً.
وانظر الفتوى رقم: 2924
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني