الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مراعاة التفريق في معاملة العصاة حسب تنوع الطباع له اعتباره

السؤال

السلام عليكم نظرا لانتشارالفساد في مجتمعنا في البلاد فبعضهم رغم إقرارهم بالله والرسول لم يصلوا ولم يحضروا المسجد لصلاة الجمعة وبعض الآخر يشربون الخمر ويلعبون القمار ونحن نشعر بالحزن فقمنا بوضع النظام لحماية الدين في مجتمعنا فأجبرنا على كل واحد من مجتمعنا لمدوامة الصلاة وعدم ترك صلاة الجمعة ثلاثة مرات متتاليات من دون عذر وعدم ارتكاب المعاصي وإن لم يصل ويرتكب المعاصي فسنقوم بدورنا لاستتبابه الى الله فإن لم يسمعوا النصيحة فسنطبق عليهم العقوبة بعدم المشاركة سواء حفلات الفرح اوالمأتم وإن ماتوا فلن يحضرعليهم إلا ثلاثة أشخاص فقط لتجهيزالميت والصلاة عليهم السؤال ماهو الحكم الشرعي للنظام المذكور هل هو يتعارض مع الدين الاسلامي وهل يجوز لنا المقاطعة عند موتهم أفيدونا جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فأعلم أخي الكريم أنه لا يخلو مجتمع من وجود المعاصي والمنكرات، فالواجب عليك وعلى من معك من إخوانك أن تكونوا دعاة إلى الخير والصلاح بقدر ما تستطيعون، حريصين على هداية الناس إلى الحق بالرفق والحكمة والموعظة الحسنة والقدوة الطيبة في أقوالكم وأعمالكم ومعاملاتكم، وأن تشعروا غيركم أنكم حريصون على هدايتهم وتمسكهم بالدين، وينبغي أن تتخذوا من الوسائل والأساليب المتنوعة ما يفي بمتطلبات جميع الحالات، ولا تسووا بين الناس في دعوتكم وفرض العقوبة عليهم، فبعض الناس تنفع معه الكلمة الطيبة والإعانة له على شيء ما من أموره والهدية المتواضعة ونحو ذلك، ومنهم من تنفع معه الشدة والهجر والمقاطعة ونحو ذلك.
كما يجب عليكم أن تفرقوا بين من معصيته مكفرة كتارك الصلاة وبين من معصيته مفسقة كشارب الخمر، فالأول: لا ينكح ولا يورث ولا يوالى ولا يغسل إذا مات ولا يدعى له ..... إلى غير ذلك، والثاني: لا ينكح أيضاً لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، ولكنه يوالى على قدر ما عنده من الإيمان ويدعى له ويغسل ويكفن ويصلى عليه إذا مات ونحو ذلك، وقبل أن نختم الجواب نود أن ننبه على أمرين وردا في السؤال أولهما : قولك " وأجبرنا كل واحد من مجتمعنا لمداومة الصلاة وعدم ترك صلاة الجمعة أكثر من ثلاث مرات متتاليات " وهذا خطأ بين إذ يجب عليكم إجباره -إذا قدرتم- على حضور كل صلاة جمعة، ولا تنتظروه إلى أن يترك ثلاث جمع ثم تلزموه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم .
والثاني : قولك " عدم المشاركة سواء في حفلات الفرح أو المأتم " وحفلات المأتم بدعة يجب تغييرها. وقد سبقت لنا فتوى فيها تفصيل ذلك وهي برقم:
5010
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني