الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يأثم من سرق منه جهاز عليه مواقع إباحية

السؤال

اشتريت موبايل من صديق، وكان عليه مواقع إباحية، وفي نفس اليوم الذي أخذته تمت سرقته مني، ولم يدخل بيتي، فهل علي ذنب إذا شاهد أحد هذه المواقع؟ علما بأنني لم أنزل هذه الموقع أبدا، وإنما هي حق صاحب الموبايل الأصلي؟ وما هي كيفية التوبة عن ذلك وكيفية الكفارة؟ ولكم مني جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه لا إثم عليك في استعمال السارق أو غيره لهذا الجوال استعمالا محرما، لأنك لم تأذن بذلك، وراجع الفتوى رقم: 99644.

ولكنك إذا كنت اشتريت الجوال عالما بما فيه وتريد استخدامه في الشر فعليك بالتوبة من تلك العزيمة، لأن قوة القصد والجزم وعقد القلب على فعل الشر بحيث لم يبق إلا مباشرة الفعل حين تسنح الفرصة يؤاخذ به عند المحققين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قيل: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه. متفق عليه. كذا قال الزركشي في القواعد الفقهية.

وفي صحيح مسلم بشرح النووي: مذهب القاضي أبي بكر بن الطيب أن من عزم على المعصية بقلبه ووطن نفسه عليها أثم في اعتقاده وعزمه، ويحمل ما وقع في هذه الأحاديث وأمثالها على أن ذلك فيمن لم يوطن نفسه على المعصية، قال القاضي عياض ـ رحمه الله: عامة السلف وأهل العلم من الفقهاء والمحدثين على ما ذهب إليه القاضي أبوبكر للأحاديث الدالة على المؤاخذة بأعمال القلوب. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني