السؤال
أنا رجل مسلم سني وعامي لست فقيها، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، أصلي و أصوم وأزكي لكنني لم أتفقه في الدين بالشكل الكافي، ومنذ فترة بدأت أحاول التفقه في الدين، واكتشفت أنني للأسف كنت شديد الجهل، فأنا في رعب من أن أكون قد عشت مرتدا ـ والعياذ بالله ـ بسبب جهلي في فهم الآيات التالية: قوله تعالى: ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِه ـ وهذا في حق آدم عليه السلام، وقال سبحانه وتعالى عن آدم أيضا: فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ـ فماذا لو كنت قد فهمت الآيات بالخطأ على أن الله قد نفخ في آدم من روح الله وقد قرأت في التفسير أن إضافة الروح جاءت على سبيل التكريم والتشريف فليس في مجرد الإضافة ما يستلزم أن يكون المضاف إلى الله صفة له، بل قد يضاف إليه من الأعيان المخلوقة وصفاتها القائمة بها ما ليس بصفة له باتفاق الخلق، كقوله تعالى: بيت الله ـ وناقة الله، وعباد الله ـ بل وكذلك روح الله عند سلف المسلمين وأئمتهم وجمهورهم، ولكن إذا أضيف إليه ما هو صفة له وليس بصفة لغيره مثل كلام الله وعلم الله ويد الله ونحو ذلك كان صفة له، أنا لست فقيها في اللغة وأيضا قد أفهم الأشياء بالخطأ على ظاهرها، أنا لا ولم أرد أن أكون معاندا أبدا ولم تقم علي الحجة ولم يصحح أحد لي المعلومة، وعندما عرفت الصواب لم أكابر أو أنكر، بل بالعكس حزنت من نفسي، ملحوظة: كنت دائما على التوحيد، ولم أقل أبدا بأن الإنسان به شيء من ذات الله، وأعرف أن الخالق هو الله وحده وليس كمثله شيء، وأعرف أننا مخلوقات ولم أعتقد أن فينا أي شيء مثل الله، لقد ذهبت إلى دار الإفتاء في بلدي مصر وقابلت من أثق به وقال لي إنني أعذر بالجهل، لأنني أخطأت في صفة من صفات الله تعالى، وأيضا سألت شيخا أعرفه وسألت إمام المسجد وكلهم قالوا لي إنني أعذر بالجهل، ومع ذلك فضميري غير مستريح وأشعر بالضيق خوفا من أن أكون عشت مرتدا وأنا لا أعلم، وخائف أن يكون عملي أحبط، وعندي وسوسة شديدة، وسؤالى: هل أعذر بالجهل أم لا أعذر في هذا الموقف، ويكون حكم ما سألت عنه أنه ردة؟ وهل يترتب على ذلك إعادة عقد زواجي؟ أنا حقيقة في ضيق شديد وشكرا.