السؤال
قال لي أحد الإخوة إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان عنده ضيوف من بلد ما وكانت لهم ناقة حضرواعليها، فجاء أحد الصحابة وذبح الناقة دون أن يستأذنهم أو يستأذن الرسول صلى الله عليه وسلم وقدم لحمها لهم، وبعد أن أكلوا وفرغوا من الزيارة وأرادوا المغادرة أخبرهم الصحابي بأنه ذبح ناقتهم وأطعمهم من لحمها فأقره الرسول صلى الله عليه وسلم فيما فعل، وأمر بإخراج قيمة الناقة من بيت مال المسلمين لتعويض هؤلاء الضيوف، فهل القصة صحيحة؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن القصة المشار إليها ذكرها الحافظ ابن حجر في الإصابة وابن عساكر في تاريخ دمشق وغيرهما في ترجمة نعيمان بن عمرو ـ وكان نعيمان هذا صاحب مزاح ودعابة ونوادرـ والقصة كما في الإصابة في تمييز الصحابة: أخرج الزبير بن بكار من طريق ربيعة بن عثمان قال دخل أعرابي على النبي صلى الله عليه وسلم وأناخ ناقته بفنائه فقال بعض الصحابة للنعيمان الأنصاري: لو عقرتها فأكلناها فإنا قد قرمنا إلى اللحم، ففعل فخرج الأعرابي وصاح واعقراه يا محمد؟ فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من فعل هذا؟ فقالوا: النعيمان فاتبعه يسأل عنه حتى وجده قد دخل دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب واستخفى تحت سرب لها فوقه جريد فأشار رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم حيث هو فقال: ما حملك على ما صنعت؟ قال الذين دلوك علي يا رسول الله هم الذين أمروني بذلك، قال فجعل يمسح التراب عن وجهه ويضحك ثم غرمها للأعرابي.
وضعف إسناد هذه القصة بأن ربيعة بن عثمان ـ رغم توثيق أهل الحديث له ـ فإنه لم يسمع من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.