السؤال
ياشيخ عندي أخ كان شخص عاديا، ليس به أي شيء، تخرج من الثانوية ويدخل وظيفة ويخرج ويدخل الكلية ويخرج، انشغل أصحابه عنه فظل لا أصحاب عنده، فأصابه مرض نفسي إذا كلمته لا يرد بسرعة ويحتاج إلى تكرار، ويتكلم وحده ويسغفرالله كثيرا، لكن ياشيخ إذا زادت حالته يسب الله سبحانه ويسب الدين، ويدخل على الأفلام الإباحية والمواقع السحرية، والآن ترك مواقع السحرة قال إنهم كذابون ونحن ننكر عليه، ولكن لاحول ولاقوة الابالله، وهو يتعالج وأحيانا ينفع العلاج بإذن الله، وأحيانا تراه يضحك وحده مع عدم الانتباه مع أنه يقود السيارة بشكل مقبول، ويمكن أن يتخاطب معك بشكل مقبول وأحيانا جيد، فما حكمه ياشيخ؟ وكيف التعامل معه؟ وهل يحاسب على ذلك ويوبخ؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نسأل الله لنا ولكم ولأخيكم العافية وننصحكم بترغيبه في الاشتغال بحفظ القرآن وملازمة العلماء ومجالستهم مع الالتزام بالأذكار المأثورة مساء وصباحا وعند النوم وقراءة سورة البقرة خصوصاً الآيتين الأخيرتين منها، وأكثروا من تكرار آية الكرسي، لما في الحديث: اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة. رواه مسلم. وفي الحديث: أن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم.
وفي الحديث: إن الله عز وجل كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة لا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقر بها شيطان. رواه الترمذي والحاكم والطبراني وقال الهيثمي: رجاله ثقات ـ وصححه الألباني.
وفي البخاري: أن الشيطان قال لأبي هريرة: إذا أويت إلى فراشك فأقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ،، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، ولما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، قال: صدقك وهو كذوب.
وفي الحديث: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثا تكفيك كل شيء. رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني.
فإذا تعلقت همته بذلك فنرجو أن يعصمه الله من الشياطين والسحرة، فإن قراءة القرآن والمحافظة على الأذكار المقيدة والمطلقة، فيها حجاب من الكفار وعصمة من الشياطين، فقد قال الله تعالى: وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا {الإسراء:45}.
وفي الحديث: وآمركم بذكر الله كثيراً وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فتحصن فيه، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل. أخرجه أحمد والترمذي والحاكم وصححه الألباني.
وانفراد الإنسان بنفسه عن أهل الخير مما يقوي تسلط الشيطان عليه، ففي الحديث: عليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذنب القاصية. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
ويشرع كذلك أن ترقوه الرقية الشرعية، وأما الحساب على ما يصدر منه فيتفرع على مستوى إدراكه ووعيه له، فالعاقل مؤاخذ بما يصدر منه، وأما من لا يدرك ما يقع منه فلا مؤاخذة عليه، لقوله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يشب، وعن المعتوه حتى يعقل. رواه الترمذي وغيره وصححه الشيخ الألباني.
هذا، وننبه إلى أن ما شاع من تعود بعض الناس على سب الرب تبارك وتعالى يعتبر بلية من أشد البلايا ورزية من أعظم الرزايا، ومن مخاطر ذلك أن أهل العلم قديما وحديثا اتفقوا على أن من سب الله تعالى على أي وجه كفر سواء كان مازحا، أو جادا، أو مستهزئا، وقد سبق بيان ذلك بالأدلة من نصوص الوحي وأقوال أهل العلم في الفتويين رقم: 71499ورقم: 23340 نرجو أن تطلع عليهما.
ويحرم الدخول على مواقع السحرة والمواقع الإباحية، وكل هذا إنما هو بالنسبة للعاقل كما تقدم ذكره، وأما غير العاقل فليس بمكلف.
والله أعلم.