السؤال
أود السؤال عن علي بن أحمد الخرقاني البسطامي، طبعا هو من أعلام الطريقة النقشبندية الصوفية، فما هي أقوال العلماء فيه؟.
أود السؤال عن علي بن أحمد الخرقاني البسطامي، طبعا هو من أعلام الطريقة النقشبندية الصوفية، فما هي أقوال العلماء فيه؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلي بن أحمد الخرقاني البسطامي قد ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء وزكاه فقال: الخرقاني... والزاهد القدوة، أبو الحسن، علي بن أحمد، الخرقاني البسطامي.
من قرية خرقان بالتحريك، قال السمعاني: هو شيخ العصر، له الكرامات والأحوال، وكان يكري على بهيمة، ثم فتح عليه، زاره محمود بن سبكتكين، فوعظه، ولم يقبل منه شيئا توفي يوم عاشوراء سنة خمس وعشرين وأربع مائة عن ثلاث وسبعين سنة.
وقال أيضا: وتوفي أبو الفضل الزاهد في ذي الحجة سنة خمس وعشرين وأربع مائة، من أبناء الثمانين
وفيها مات أبو بكر محمد بن علي بن مصعب التاجر ـ إلى أن قال: وزاهد وقته أبو الحسن علي بن أحمد الخرقاني. اهـ.
وقال السمعاني في الأنساب: الخرقاني: بفتح الخاء المعجمة والراء والقاف المفتوحات وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خرقان، وهي قرية في جبال بسطام كبيرة كثيرة الخير على طريق أستراباذ إن شاء الله، منها شيخ عصره وفريد وقته أبو الحسن علي بن أحمد الخرقاني، له الكرامات الظاهرة والأحوال السنية، كان قد راض نفسه وأجهدها، وكان ابتداء أمره أنه كان خربندج يكري الحمار ويحمل الأثقال عليه، وكان يقول وجدت الله في صحبة حمار يعني كنت خربنده جا لما فتح لي هذا الأمر وسلك لي في هذا الطريق، قصده السلطان محمود وجرت بينه وبينه حكايات عجيبة وهو أنه لما أراد أن يدخل عليه مسجده قدم بعض أقربائه ليتقدم إلى الشيخ وهل يعرف الشيخ أنه محمود أم لا؟ فلما رآه الشيخ أبو الحسن نادى: يا محمود! قدم من قدمه الله، قال بالعجمية: آنراكه خداي فرابيش كرده است بكويدت كه فرابيش آيد، ثم جلس محمود بين يديه ووعظه ونصحه وكان على باب المسجد غلام هندي ينظر إلى الشيخ فقال الشيخ له: تقدم يا غلام، فتقدم، فقال: يا محمود تعرف هذا الغلام؟ فقال: لا، ثم قال: كم يكون في عسكرك مثل هذا الأسود؟ قال: لعل يبلغ عددهم عشرة آلاف، فقال: ليس فيهم من الله تعالى نظر إلى قبله إلا هذا، فقام محمود وعانقه وقال: آخ بيني وبينه، ثم قدم إليه صررا من الدنانير فما قبلها، مات الشيخ أبو الحسن الخرقاني في يوم الثلاثاء وهو يوم عاشوراء من سنة خمس وعشرين وأربعمائة وكان له يوم وفاته ثلاث وسبعون سنة. اهـ.
هذا، وننبه إلى أن هذا الشيخ لم يكن نقشبنديا، لأنه توفي كما قال الذهبي سنة 425هـ، والنقشبندية طريقة ظهرت بعد ذلك فقد أسسها بهاء الدين محمد بن محمد البخاري المتوفي سنة 791هـ كما جاء في كتاب: الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ ـ للأستاذ محمود عبد الرؤوف القاسم، ص: 360-361ـ ما نصه: النقشبندية: أسسها بهاء الدين محمد ابن محمد البخاري على صورة ثورة صوفية ألغت كثيرًا من تقاليد التصوف، من ذكر وخلوة وكرامات، وألغت بشكل خاص خرافة السلسلة الصوفية التي كانوا يرفعونها إلى علي بن أبي طالب، حيث يقول بهاء الدين: لا تصل سلسلة أحد موضعًا معينًا ـ مات بهاء الدين سنة 791هـ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني