السؤال
أعيش في أمريكا مسلم وملتزم في صلاتي وصومي وأخلاقي، فما حكم الزواج من فتاة تؤمن بوجود الله وتؤمن بوجود الديانات الثلاث ـ المسيحية واليهودية والإسلام ـ لكن لا تتبع أي دين؟ فأمها مسيحية وأبوها مسلم، لكن تسببت ظروف في انفصال العائلة، ولديها قابلية لتعلم أشياء عن الإسلام، لكن ليس من المؤكد أنها سوف تتبع الدين الإسلامي. والسؤال مرة أخرى: ما حكم الزواج من هذه الفتاة التي لا تتبع أي دين ولكنها تؤمن بوجود الخالق؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على استقامتك على دينك ومحافظتك على الصلاة والصوم وتحليك بحسن الخلق، زادك الله تقى وصلاحا، وقد أباح الشرع للمسلم الزواج من المسلمة أو الكتابية العفيفة ـ يهودية أو نصرانية، قال تعالى: اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم {المائدة:5 }.
فإذا لم تكن هذه المرأة على أي من هذه الأديان السماوية فلا يجوز لك الزواج منها، ومجرد كونها تؤمن بوجود الخالق لا يسوغ لك شرعا الزواج منها، فالغالب في أصحاب الديانات الأخرى الإيمان بوجود الخالق ولكنهم يعبدون معه غيره، فهم يشركون معه غيره في الألوهية لا في الربوبية، وإذا كنت ترجو إسلامها فيمكنك أن تسلط عليها بعض المسلمات الصالحات لبيان الحق لها وترغيبها في الدخول في الإسلام، فإن أسلمت وحسن إسلامها فتزوج منها، وإلا فابحث عن امرأة مسلمة صالحة تعينك على أمر دينك، ويجب عليك أن تكون على حذر من أن يستدرجك الشيطان لأن تكون على علاقة مع هذه الفتاة المذكورة بالسؤال فتقع معها فيما لا تحمد عقباه، فتخسر دينك ودنياك، فاطلب السلامة فإنها لا يعدلها شيء.
والله أعلم.