السؤال
لقد قدمت في إعلان وظائف عن طريق الإنترنت، وتم قبولي والوظيفة هي “ أخصائية تحاليل طبية“ بأحد المستوصفات السعودية، و لقد أنهيت جميع الإجراءات والأوراق المطلوبة، وبالفعل سيتم وصول التأشيرة في غضون أيام قليلة بإذن الله، ولكن بالاتصال مع صاحب العمل بالأمس طلب مني أن أحضر شهادة خبرة بعد حصولي على مسمى أخصائي(2007 حتى الآن ) فذكرت له أنني لم أعمل في هذه الفترة، وهذا مثبت فى السيرة الذاتية التى أرسلتها فى تقديم أوراقي، و لكني عملت لمدة أربع سنوات ككيميائية (2003-2006 ) فقال إن ما يهمنى هو إجادتك لعملك، فقلت نعم أجيده، وقمت به طيلة أربعة أعوام، فقال: إن هذه الشهادة ليس لها أي قيمة سوى أنها إتمام إجراءات، وأنا موافق على استخراجك إياها، وإن لم تستطيعي سوف أكلف شخصا من طرفى ليستخرجها.
سوالى هو: لقد صارحت صاحب العمل - أجيد الخبرة المطلوبة فى الشهادة - هذه الشهادة ليست إلا ورقة تتم الإجراءات. فهل بعد كل ما ذكرته يعتبر استخراجها حراما شرعا ؟ وهل المال الذي سيأتي من هذه الوظيفة يعتبر مالا حراما ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا في فتاوى سابقة أن تزوير الوثائق للحصول على عمل ما محرم لا يجوز ، وذلك يشمل شهادة العمل وشهادة الخبرة وغيرها من الشهادات لقول الله تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ {الحج:30}.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر، ثلاثاً؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس، فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته يسكت. متفق عليه.
قال الراغب: الزور: الكذب. وقال الحافظ: ضابط الزور: وصف الشيء على خلاف ما هو به، وقد يضاف إلى القول فيشمل الكذب والباطل، وقد يضاف إلى الشهادة فيختص بها، وقد يضاف إلى الفعل ومنه: لابس ثوبي زور، ومنه: تسمية الشعر الموصول: زوراً.اهـ من الفتح.
وذكر العلماء ـ كما في الموسوعة الفقهية ـ تحت كلمة التزوير: أن التزوير يشمل، التزوير والغش في الوثائق والسجلات ومحاكاة خطوط الآخرين وتوقيعاتهم بقصد الخداع والكذب.
وبناء عليه فلا يجوز تزوير هذه الوثيقة، وعلى صاحب العمل التغاضي عنها طالما أنها ليست ضرورية عنده كما ذكرت وقد تم القبول.
وعلى أية حال فسواء استخرجت هذه الوثيقة أو كلف هو من يستخرجها له وعملت أنت بالوظيفة، وكنت جيدة الخبرة في مجالك، فراتبك مباح لأنه في مقابل العمل الذي تؤدينه.
والله أعلم.