السؤال
أرجو منكم إرشادي حتى أكفر عن ذنوبي، أنا تائب جديد كنت طائشا لكني والحمدلله تبت الآن، إلا أن ما يؤلمني خصوصا في شهر رمضان أني كنت أفطر في هذا الشهر متعمدا ولا أبالي، وحديثا أصبت بمرض وأتمنى أن أنعّم بنعمة الصيام الآن، ولكن هذا أول رمضان لي بعد أن أصبت بمرض لا يجعلني أصوم بسبب العلاج، وأيضا لا أستطيع تعويضه-لقد استفسرت بخصوص شهر رمضان هذا وقال لي أحد الشيوخ إنك مريض وهذا عذر شرعي، وبما أنك لا تستطيع التعويض فعليك بالكفارة، إلا أني أحرجت أن أخبره أو أستفسر منه بخصوص أشهر رمضان السابقة التي كنت أفطر فيها متعمدا. أرجو إرشادي ماذا أفعل لأعوض عن خطئي هذا في فترة كنت فيها طائشا؟ أرجو إرشادي ماذا أفعل حتى أكفر عن ذنبي بحق الأشهر السابقة، مع العلم أني لا أستطيع الصوم أو التعويض كما قلت بسبب المرض الذي أصبت به والذي كان أهم سبب لصحوتي وتوبتي. شكرا جزيلا وبارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فإن تعمد الفطر في نهار رمضان من غير عذر شرعي يعتبر من كبائر الذنوب عند الله تعالى، لذا يجب على من فعل ذلك أن يتوب إلى لله تعالى أولاً من هذه الكبيرة، وينبغي أن يكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة، كما يجب عليه قضاء سائر الأيام التي أفطرها عمدا على قول جمهورأهل العلم، وكذلك ما أفطره بعذر شرعي يجب قضاؤه بلا خلاف، فإن جهل أو نسي عدد ما فات عليه من الصيام فليصم حتى يغلب على ظنه أنه قد قضى ما عليه، كما يجب عليه زيادة على القضاء كفارة تأخير القضاء حتى دخل رمضان التالي، وكفارة التأخير مبينة في الفتوى رقم: 111559. ولا كفارة لما قام به غير التوبة والقضاء مع كفارة التأخير، علما بأن كفارة التأخير لا تكرر بتعدد رمضان، فما وجب من الكفارة بسبب تأخير قضاء رمضان الأول حتى جاء التالي لا يضاعف عليه إذا لم يقم بقضائه قبل رمضان الذي يلي ذلك أيضا وهكذا، هذا إذا كان لم يحصل جماع في نهار رمضان بأن كان الفطر بالمفطرات الأخرى كالأكل والشرب، فإن حصل الفطر بالجماع وهو عالم بحرمة ذلك لزمته الكفارة الكبرى إضافة إلى ما ذكرنا، وانظر كيفية الإطعام في كفارة الجماع في نهار رمضان في الفتوى رقم :112903، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 150387
وإذا كان السائل يقصد بقوله: لا أستطيع التعويض. أي القضاء فإن القضاء لا يسقط إلا في حالة العجز عنه بصفة دائمة.
وعليه؛ فإذا كان لا يستطيع القضاء بسبب المرض الذي أصيب به فلا يخلو من أن يكون مرضا غير مزمن أي يرجى شفاؤه، ففي هذه الحالة عليه انتظار الشفاء، فإذا شفي قضى ما عليه من صيام حسب الاستطاعة، وإن كان مرضا مزمنا أي لا يرجى شفاؤه سقط عنه القضاء وحلت الفدية محله أي ينتقل من القضاء إلى الإطعام، فيطعم عن كل يوم مسكينا مدا من طعام، وهو ما يساوي 750 جراما من الأرز تقريبا، وانظر الفتوى رقم :112484، ويرجع إلى الطبيب في معرفة ما إذا كان بإمكان المريض استعمال الدواء بالليل بدل النهار فيصوم أم أن ذلك يضر بصحته، كما أنه هو المرجع في تحديد المرض الذي يرجى برؤه من غيره.
والله أعلم