السؤال
أنا فتاة في المراهقة عمري 12 سنة، وأنا دائما أصرخ على أمي وأقول لها أف. وأنا عصبية، وأي أحد يكلمني أصرخ عليه ولا أتحمل، ولا أسمع كلام أمي، وأصلي صلاة وأترك أخرى، وأمي بعض الأحيان تدعو علي. ساعدوني، وشكرا.
أنا فتاة في المراهقة عمري 12 سنة، وأنا دائما أصرخ على أمي وأقول لها أف. وأنا عصبية، وأي أحد يكلمني أصرخ عليه ولا أتحمل، ولا أسمع كلام أمي، وأصلي صلاة وأترك أخرى، وأمي بعض الأحيان تدعو علي. ساعدوني، وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يشرح صدرك، ويهديك لأرشد أمرك. واعلمي أن حرصك على إصلاح نفسك وشعورك بالتقصير هو علامة خير وبادرة صدق –إن شاء الله- وهو أول طريق الإصلاح وبداية تصحيح المسار، فأبشري خيرا واعلمي أن الأمر يسير على من يسره الله عليه، فمن استعان بالله أعانه ومن توكل عليه كفاه، لكن على العبد أن يبذل وسعه ويجاهد نفسه ويخالف هواه حتى يصل إلى مرضاة ربه وسبيل فلاحه في الدنيا والآخرة، فاحرصي على الصلاة في أوقاتها فإنها عماد الدين ولا حظّ في الإسلام لمن تركها، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وهي أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة، ومن أقامها كانت له عونا على الطاعات وحاجزا عن المعاصي والمنكرات، ولمعرفة ما يعينك على المحافظة على الصلاة راجعي الفتوى رقم : 3830.
واعلمي أنّ حق الأم عظيم وعقوقها من أكبر الكبائر كما أن برّها من أعظم أسباب رضا الله، فعن معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك فقال: هل لك من أم؟ قال نعم قال: فالزمها، فإن الجنة تحت رجليها. رواه النسائي.
والواجب عليك التوبة مما وقع منك من رفع صوتك على أمك، والحرص على مخاطبتها بالأدب والرفق والتواضع والتوقير، قال تعالى : " .. فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا. الإسراء(23،24)
قال القرطبي: (وقل لهما قولا كريما ) أي لينا لطيفا مثل : يا أبتاه ويا أمّاه من غير أن يسميهما ويكنيهما، قال عطاء وقال ابن البداح التجيبي : قلت لسعيد بن المسيب كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قوله : وقل لهما قولا كريما ما هذا القول الكريم قال ابن المسيب : قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ. الجامع لأحكام القرآن.
وعليك مجاهدة نفسك لاجتناب الغضب، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَوْصِنِي قَالَ: لَا تَغْضَبْ، فَرَدَّدَ مِرَارًا قَالَ: لَا تَغْضَبْ. رواه البخاري.
قال ابن رجب: فهذا يدل على أن الغضب جماع الشر وأن التحرز منه جماع الخير. جامع العلوم والحكم.
واعلمي أنّ الأخلاق تكتسب بالتعود والتمرين، فعن أبي الدرداء قال: العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، ومن يتحر الخير يعطه، ومن يتوق الشر يوقه. رواه الخطيب في تاريخه. وأكثري من ذكر الله ودعائه فإنه قريب مجيب ، ولمزيد من الفائدة يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا .
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني