السؤال
أنا أعاني من ظاهرة الرياء من والدي والأقارب في الصلاة وفي أشياء أخرى، فأبي هو الذي أشعرني بهذا الشعور بتعصبه في قوله: قم إلى الصلاة، وأنا في نفسي أريد أن أذهب للصلاة، ولكن الشيطان يجعلني أحس بأنه لولا تعصب أبي لما كنت قد ذهبت، فأجري مسرعا إلى البيت بعد صلاتي كي لا يراني أبي، وأنا أعلم أن الإحساس بالرياء تدل بالإيمان، ولكني أقع في فخ النفاق أو تكملة العبادة على أكمل وجه في ذكر الله في المسجد، وليس هذا فقط بل يشجعني في مصر فيجعلني أحس أنني ذاهب لذلك وأنا لا أريد أن أحس هذا الإحساس. فماذا أفعل؟ أعلم أن تفكيري به جانب من الوسوسة ولكني أريد أن أتاح وأستمتع بلذة العبادة دون أسئلة من أحد. وللأسف الأحد هو أبي وأمي وشيخي من الذين يحبونني وأنا أحبهم، ولكني لا أريد أن يحققوا في عبادتي. والرجاء أيضا تعريف كل من الرياء والنفاق وما الفرق بينهما وآسف على الإطالة.
وجزاكم الله خير الجزاء إن شاء الله والله يوفقكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فليس في أمر أبيك لك بالقيام إلى الصلاة تعصب كما ظننت، بل هو محسن في ذلك وفاعل ما أمره الله به في قوله تعالى { ... وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ ... } طـه 132. وقد قال تعالى عن نبيه إسماعيل عليه الصلاة والسلام { ... وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ ... } سورة مريم : 55 , وما دمت تخاف الرياء وحريصا على أداء الصلاة وتصلي سواء أمرك والدك بذلك أم لم يأمرك فأنت على خير إن شاء الله، وليس في عبادتك رياء وإنما تلك وسوسة من الشيطان فأعرض عنها.
وأما تعريف الرياء والنفاق والفرق بينهما فالرياء مشتق من الرؤية وهو أن يعمل العمل ليراه الناس, وانظر الفتوى رقم: 10992عن حقيقته وآثاره وأنواعه, وأما النفاق فهو فعل المنافق، وهو في الشرع إظهار الإيمان وإبطان الكفر، فكل منافق مراء يري الناس أنه مؤمن وهو ليس بذلك, وليس كل مراء منافقا يبطن الكفر ويظهر الإسلام, وانظر الفتوى رقم: 94258 عن النفاق أنواعه وبداياته وكيفية التخلص منه.
والله تعالى أعلم.