السؤال
أنقذوني أرجوكم. لقد سهرت الليل إلى الفجر على مقاطع وفيديوهات للجنس. لقد كررت هذا العمل ثلاث مرات في حياتي وكنت بعدها أتوب.لكن هذه المرة بعد أن انتهيت من المشاهدة وفعل العادة القبيحة أحسست بأن قلبي ليس نكتة سوداء بل كتلة سوداء متفحمة. ولم أستطع النوم لأن قلبي كان يؤلمني، صدقا أحسست بأنه ثقيل ونفسي ضيق ومعدتي تتقلب.فأرجوووووووكم أريد الوصول للتوبة النصووووووووح ...لأنني على وشك الانهيار؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيتعين عليك أن تخلصي التوبة لله، وتبتعدي عن الإنترنت إذا كان استعمالك له يؤدي بك الى ما ذكرت. واجتهدي في الدعاء بأن يصرف الله عنك الأخلاق السيئة.
وأقبلي علي الله بالتزام أوامره واجتناب نواهيه، وأكثري من فعل الحسنات والزمي صحبة صالحة تعينك على الطاعة وتبعدك عن المعصية، ومن أعظم ما يحقق ذلك استشعار مراقبة الله وعدم الخلوة بالإنترنت، وصحبة أهل الخير، واجعلي لنفسك برنامجا يشحن الوقت بالطاعة والعمل الصالح، ومن تاب توبة صادقة ثم استهواه الشيطان فأوقعه في الذنب مرة أخرى فإن ذلك لا يبطل التوبة السابقة وإنما يجب عليه أن يتوب ويعزم على عدم العودة مرة أخرى، ويكثر الدعاء والاستغفار. فقد قَال أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً. رواه أحمد والترمذي وحسنه وصححه الألباني.
واسألي الله أن يرزقك زوجا صالحا يعفك عن الحرام وتسعد به نفسك ويطمئن به قلبك. واستتري بستر الله عليك ولا تتحدثي بما وقع منك، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بستر المرء ما اجترح من السيئات فقال: اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله وليتب إلى الله، فإنه من ُيبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله. رواه الحاكم والبيهقي، وصححه الألباني.
وراجعي للاطلاع على البسط في الموضوع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 104629،108281،76975.
والله أعلم.