السؤال
كما تعلمون أن محلات الحلاقة في البلد قد تكون بها منكرات مثل تشغيل الأغاني والأفلام وكذلك حلق اللحى والقصات أي أنه مكان اجتمعت فيه عدة منكرات ـ والعياذ بالله ـ وأنا أنوي فتح محل حلاق للحلاقة لا يحلق الذقن ويلتزم بالشعائر الدينية ويشغل المحاضرات بدلاً من الأغاني وتكون هناك قنوات إسلامية، وذلك لراحة أهل الخير والصلاح حيث يجدون مكاناً يرتاحون فيه ويبعدهم عن الشبه، فهل أؤجر على عملي هذا؟ وهل هذا شيء جيد وإيجابي في بلاد المسلمين أيضاً؟ ومن فوائد ذلك تكثير سواد مثل هذه المحلات، لأنني سمعت بوجودها هناك في المملكة, وأيضا بالنسبة لمحلات الخياطة الرجالية توجد محلات لا تفصل تحت الكعبين، فهل هذا أيضاً يدخل في التعاون على البر والتقوى، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من عمل ذلك يبتغي به وجه الله تعالى يؤجر عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى.
ولا ينافي ذلك ما يبتغيه من الربح والرزق الحلال، فقد قال تعالى مخاطبا حجاج بيته الحرام: وليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم { البقرة:198}.
قال القرطبي في تفسيره عند هذه الآية: ففي الآية دليل على جواز التجارة في الحج للحاج مع أداء العبادة، وأن القصد إلى ذلك لا يكون شركاً، ولا يخرج به المكلف عن رسم الإخلاص المفترض عليه.
وقد ذكر ابن جرير ـ رحمه الله ـ في تفسيره لهذه الآية عن جمع غفير من السلف أن هذه الآية نزلت في التجارة في موسم الحج، من هؤلاء ابن عباس وابن عمر ومجاهد وعطاء وعكرمة وغيرهم.
والله أعلم.