الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس على الموظف إثم إذا أبلغ المسؤولين عن المقصرين

السؤال

آمل أن يجازيكم الله عن المسليمن خيرالجزاء، وأن يحفظ لكم أهلكم وذريتكم بصلاحكم وإصلاحكم للناس.
لدي مشكلة وهي في كيفية التعامل مع الموظفين في الشركة التي أعمل بها، أنا سكرتير لمدير مركز صيانة سيارات – ومن بين مهامي أن أقوم بمتابعة الغياب والتأخير، ولكن هذا ليس من العدل بحيث إنه من المفترض أن يكون هناك جهاز بصمة – وبعد مكابدة مع هذا الموضوع وأخذ الغياب بشكل مباشر والتأخير أيضا من المشرفين شفهيا بخصوص تغيب وتأخر كل فني من الفنيين تحت إشراف كل مشرف منهم ، أي بمعنى أقوم بأخذ الغياب من كل مشرف قسم وكل مشرف لديه من الفنيين عدد مابين 10 إلى 13 ومن بينهم مواطنيين أي أن الجنسيات هي الفلبيني والهندي والمواطن واليمني، والغياب و التأخير يكثر من المواطنين بل إن الحالة وصلت بأن يأخذ المواطن راتبه كاملا بدون خصم مع أنه تغيب كل الشهر، وأقوم بأخذ تأخيراتهم وغياباتهم ومن ثم إرسالها إلى شؤون الموظفين، وقد عانيت مع المشرفين أنفسهم حيث إنهم يخافون من تسجيل الغياب والتأخير على هؤلاء المواطنين والمشرفين هم فلبينيون وهنود – والمشرف العام أردني ومدير الصيانة لبناني من المذهب الدرزي - كنت أواجه سخطهم أجمعين سواء الفنيين المواطنين أم غيرهم من المشرفين والموظفين عند تسجيل أحدهم متغيبا فيأتي الخصم ، ولكن سببت لي مشكلة هذه الطريقة وهي أخذ الغياب شفهيا من المشرفين أو عن طريق مراقبة الموظفين أثناء دخولهم وأثناء تغيبهم وهي عدم دقة تقارير الغياب وعدم رسميتها مما يؤدي إلى أغلب الأحيان إنكار الموظفين، وأيضا إلغاء خطابات الخصم والإنذار ، والآن تم تثبيت نظام البصمة ، فرحنا بهذا الخبر وأراحني كثيرا ولكن صارت هناك طامة أخرى وهي أن الشباب المواطنين لا تستطيع الشركة فصلهم لأنهم يحققون نسبة التوطين، وفي نفس الوقت استغلوا هذه الميزة فأصبحوا يأتون للختم على البصمة لإثبات حضورهم ثم ينصرفون دون عمل كل يوم، ويأتون آخر الشهر ليستلموا الراتب كاملا – ومشرفهم المباشر لا يتكلم ومشرف الورشة الأعلى مرتبة لا يتكلم، ومدير الصيانة أيضا لا يتكلم ولولا الله ثم بعض التقارير التي أرسلها إلى شؤون الموظفين لكي أعلمهم بما يحصل لما كان أحد ليبلغ عنهم وعن تصرفاتهم– وفي الأخير وعند افتضاح أمرهم لا يتم الخصم عليهم ، هل علي شيء - شؤون الموظفين مهملون ومشرف الورشة مهمل، ومدير الصيانة أيضا وذلك لخوفهم من هؤلاء الموظفين السعوديين لأنهم أولاد بلد، ويخافون أيضا من أن يقوموا بتقديم شكوى عليهم في مكتب العمل. وهذا كله هراء وليس عدل فهناك الكثير منا نحن غير السعوديين منضبطون في أعمالنا ودوامنا ولا نغيب، ولكن إن تغيب أحد منا أو تأخر فسيجد كلاما كثيرا وتوبيخا وربما خصما. لا أعرف أنا سكرتير ولدي مسؤوليات أخرى - ولكن لا أستطيع ضبط الغياب لأنه لا يوجد شخص من المشرفين يتعاون معي - والآن مع نظام البصمة المسؤول في قسم شؤون الموظفين لا يرسل الإفادات للغياب والتأخير عن طريق الجهاز المتحكم، والنظام المتحكم في جهاز البصمة لديه هناك إلا أحيانا قليلة - مما سبب عدم العدل بين الموظفين وغيرها من الأمور مثل خروج البعض من المواطنين في نصف اليوم والبعض الآخر يتغيب يوما كاملا والبعض كل الشهر.
السؤال هنا: هل علي إثم أو علي أي شيء – فلقد قال لي مدير الصيانة سترتاح مع نظام البصمة وسنترك لهم إرسال الإفادات، وقبل نظام البصمة كان يقول لي خذ الغياب من المشرفين، وكنت أجتهد أنا وأبحث عنهم لأخذ الغياب وهم لا يهتمون ولا يكترثون. وأيضا المسؤول عنها في شؤون الموظفين يقول لي ليس لك دخل ولا تدخل نفسك في مشاكل وانتظر الإفادات، واعلم أن هناك نظام البصمة ليقوم بكل شيء – والعكس أرى. وشكرا وسامحوني على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك هو أداء عملك كما ينبغي، وإذا رأيت إهمالا وتقصيرا من أحد فعليك نصحه ليكف وإلا أبلغت المسؤول، فإذا فعلت ذلك فلا تأثم بسبب تقصير غيرك لأنك فعلت ما يلزمك فعله . والإدارة وضعت البصمة بدل تسجيل الحضور، لكن إن رأيت موظفا يحضر نفسه أويحضره غيره ولا يحضر فانصحه وبين له حرمة ذلك الفعل، فإن لم يستجب ولم يرتدع فبين أمره للمسؤولين وحينئذ تبرأ ذمتك وتؤدي ماعليك لقوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ. [المائدة:105]

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني