السؤال
هل تعد صلاة النافلة بعد المغرب وقبل العشاء من قيام الليل؟ وسؤال بخصوص هذين الحديثين: عن أنس ـ رضي الله عنه ـ في قوله تعالى: تتجافى جنوبهم عن المضاجع ـ كانوا يتيقظون ما بين المغرب والعشاء يصلون، وكان الحسن يقول: قيام الليل، الراوي: المحدث: الألباني المصدر: صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 589 خلاصة حكم المحدث: صحيح.
عن أنس بن مالك في هذه الآية: تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ـ قال كانوا يتيقظون ما بين المغرب والعشاء يصلون، وكان الحسن يقول قيام الليل ـ الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني المصدر: صحيح أبي داود، الصفحة أو الرقم: 1321خلاصة حكم المحدث: صحيح، فهل هذا معناه أنني إذا قمت بمائة أو ألف آية بعد صلاة المغرب وقبل صلاة العشاء تعتبر قيام ليلة استدلالا بهذا الحديث: من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين؟ الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 639، خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح.
من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يكن من الغافلين، ومن قرأ في ليلة مائة آية لم يكتب من الغافلين، أو كتب من القانتين، من صلى في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين، و من صلى في ليلة بمائتي آية كتب من القانتين المخلصين. الراوي: أبو هريرة، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترغيب، الصفحة أو الرقم: 640 خلاصة حكم المحدث: صحيح.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ذكر السائل من صحة الحديث بروايتيه صحيح فالرواية الأولى ذكرها الألباني في صحيح وضعيف أبي داود: عن قتادة عن أنس بن مالك في هذه الآية: تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ـ قال كانوا يتيقظون ما بين المغرب والعشاء يصلون وكان الحسن يقول قيام الليل. وقال: صحيح.
والروية الثانية ذكرها في صحيح أبي داود: عن قتادة عن أنس بن مالك في هذه الآية: تتجافى جُنوبُهم عن المضاجع يَدْعون رَبَّهم خوفاً وطمعاً وممَّا رزقناهم ينفقون ـ قال: كانوا يتيقَّظون ما بين المغرب والعشاء يصلُون.
وقد دلت الأحاديث والآثار على فضل صلاة النافلة بين المغرب والعشاء وأنها سبب لغفران الذنوب إضافة إلى أجر الصلاة عموما، وتسمى صلاة الغفلة، لأنه وقت غفلة الناس عن الصلاة وانشغالهم بما سواها، كما تسمى صلاة الأوابين، والمصلي في هذا الوقت مأجور على صلاته واغتنامه هذا الوقت الذي يغفل عنه الكثير من الناس، وكلما أكثر من الصلاة والقراءة كان ذلك أفضل وأعظم أجرا، وراجع للفائدة حول فضل الصلاة بعد المغرب الفتوى رقم: 137704.
وعليه، فيرجى لمن قام بين المغرب والعشاء أن ينال الأجر الموعود على قيام الليل، وأن يكون من المقنطرين ـ بإذن الله ـ إذا قام بالألف آية بين العشاءين، قال البهوتيفي كشاف القناع: ويستحب التنفل بين العشاءين وهو أي التنفل بين العشاءين من قيام الليل، لأنه أي الليل من المغرب إلى طلوع الفجر الثاني، لقول أنس ـ رضي الله عنه ـ في قوله تعالى: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ {السجدة:16} قال: كانوا يتنفلون بين المغرب والعشاء يصلون. رواه أبو داود. انتهى.
والله أعلم.