السؤال
ذهبت لأداء العمرة لأول مرة في حياتي، علما بأنني أرتكب المعاصي، وكنت أعول على هذه الزيارة لأطهر منها، وكنت أتوقع أنني بمجرد دخولي الحرم وأداء العمرة سينتهي الأمر، ولم أستشعر أية مشاعر رهبة أو خوف وحتى فرح، وكان الأمر عاديا جدا بالنسبة لي، مع العلم أنني كنت أتمنى هذه الزيارة، فهل أنا منافق ولا يريد الله بي خيرا؟ أفيدوني ورفقا بي.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فنرجو أن لا يكون ما ذكرت من عدم شعورك بالرهبة أو الخوف عند دخول الحرم أمارة على النفاق، فالمنافق لا يشعر بتأنيب الضمير كما يظهر من سؤالك عن حالتك، والنفاق له أمارات منها الكذب والخيانة والفحش والغدر وإخلاف الوعد وعدم الخوف من عاقبة الذنوب والأمن من النفاق، وقد قال الحسن البصري ـ رحمه الله تعالى: مَا خَافَهُ إِلا مُؤْمِنٌ، وَلا أَمِنَهُ إِلا مُنَافِقٌ. اهـ.
فاحرص أخي السائل على اجتناب أمارات النفاق وخف على نفسك منه واجتهد في طاعة الله تعالى وفي تحقيق التوبة من ذنوبك تنل مغفرة الله تعالى، والاجتهاد في الطاعة والبعد عن المعاصي أمارة على أن الله أراد بعبده الخير، واجتهد في التفقه في الدين، ففي الحديث الصحيح في البخاري: مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ.
وانظر الفتوى رقم: 30749، عن صفات المنافقين في سورتي البقرة والمنافقون، والفتوى رقم: 5815، عن كيفية التخلص من صفات المنافقين.
والله أعلم.