السؤال
عمري 37 سنة، متزوج منذ 6 سنوات، لدي طفلة عمرها 4 سنوات، وزوجتي حامل في الشهر الأخير عندها 27 سنة، وأنا أعمل في دولة خليجية وزوجتي وبنتي تقيمان معي، وزواجنا كان تقليديا.
أرسلت منذ السنة الأولى من زواجي باستشارة بأنني غير سعيد بحياتي الزوجية، وهناك عدم توافق، وتم الرد بالصبر وعدم التسرع في الطلاق ومع الوقت سوف يكون هناك تفاهم وحب.
مرت الآن أكثر من 5 سنوات، و لم أشعر بأي تغيير بل بالعكس المشاكل تتكرر نفس المشاكل، أعترف أني يمكن أن أكون ظالمها، ولكن بدون قصد معها أغضب من أي شيء وهي لا تستطيع احتوائي، ولا أنا عارف أتأقلم وأحتويها، هي إنسانة طيبة ملتزمة وبنت ناس ومخلصة, ومتعلمة، تحاول على قد ما تقدر أن تريحني لكني غير متقبل تصرفاتها من تراكمات قبل هذا, في آخر مشكلة بيني وبينها قلت لها إني سوف أتزوج من أخرى و أقسمت على هذا، وهي لم تأخذ الموضوع بمحمل الجد. المهم فعلا تعرفت على فتاه عن طريق موقع زواج، فتاة محترمة بنت ناس ملتزمة ومتعلمة من جنسية أخرى، حدث بيننا في أول محادثة تقارب كبير جدا وتفاهم أحسسنا أننا نعرف بعضنا منذ فترة كبيرة، ومن النادر أن يحدث تلاقي أرواح بهذا الشكل، وأحسست أن هذه الإنسانة هي التي كنت أريدها من زمان، وهذا الموضوع مدته 3 أسابيع وإلى الآن وتطور الموقف إلى أننا فعلا نحب بعضنا كثيرا جدا، ونريد أن نرتبط ببعض، وفي خلال هذه الفترة اكتشفت زوجتي أنني أكلمها في النت، وسألتني فقلت لها كل شيء عنها وأني سوف أتزوجها، فطبعا رفضت وحدث مشادات ذهبت على إثرها آخر مرة إلى المستشفى لأنها تعبت، والحمد لله هي بخير. هل هذا ظلم لها أن أتزوج مرة ثانية الفتاة التي أحبها، الآن قلت لها تفتح موضوع زواجنا لأهلها، وفعلا فاتحت أهلها ورافضين موضوع الزواج مني رفضا باتا لأني متزوج.
الآن ماذا أفعل هل أستمر في علاقتي مع الأخرى لحين إقناع أهلها بي؟ وهل هذا ظلم لها وظلم لزوجتى أم ماذا أفعل؟ وأيضا ماذا تفعل الفتاة الأخرى هل هي غلطانة في مشاعرها وحبها لي؟ وهل هناك مشكلة بأنها تضغط على أهلها للزواج بي لأني سوف أقوم بإرسال هذه الاستشارة لها لكي تعرف الرد.
أشكركم على اهتمامكم
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف، فاحرص على صحبة زوجتك بالمعروف واصبر عليها ولا سيما وقد ذكرت عنها خيرا واحذر من ظلمها وإساءة عشرتها، فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أبلغ التحذير من ظلم المرأة، فقال صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ، وَالْمَرْأَةِ. رواه ابن ماجه. ووصى بالإحسان إلى المرأة والرفق بها، فقال صلى الله عليه وسلم : "... اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا "متفق عليه. وقال : خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي. رواه الترمذي.
واعلم أن زواجك على زوجتك ليس ظلما لها إذا وفيتها حقها وعدلت بينها وبين الزوجة الأخرى، إلا أن تكون زوجتك قد اشترطت عليك في العقد ألا تتزوج عليها فلها شرطها، وانظر الفتوى رقم : 32542
لكن ننبهك إلى أن التعارف بين الرجال والنساء الأجنبيات - وإن كان بغرض الزواج - فهو باب فتنة و ذريعة فساد وشر، وانظر الفتوى : 1932
كما ننبه إلى أنّ الزواج عن طريق الإنترنت في الغالب محفوف بالمخاطر ، وانظر في ذلك الفتوى رقم : 10103
فاتق الله واقطع علاقتك بتلك المرأة ، وإن كنت عازما على الزواج منها فأت البيوت من أبوابها فاخطبها عند وليها فإن قبلوا بك وإلا فلتنصرف عنها، واعلم أنه لا يحق لأولياء المرأة أن يمنعوها من الزواج من كفؤها؛ لكن الغالب أن الأولياء يحرصون على مصلحة المرأة ويختارون لها الأفضل.
وفي الأخير نذكرك بأن محافظة الزوج على حدود الله وحرصه على غض بصره عن الحرام من أهم أسباب قناعة الزوج بزوجته، كما أن إطلاق البصر في المحرمات والتهاون في الكلام مع النساء الأجنبيات ونحو ذلك، يزهّد الزوج في زوجته ولو كانت أجمل نساء الأرض، ويفتح الأبوب للشيطان ليزين له الافتتان بغيرها والنفور منها، فاحرص على غض البصر وسد أبواب الفتنة، وعاشر زوجتك بالمعروف لعلّ الله يجعل لك فيها خيراً كثيراً، واعلم أن حصول المودة والتفاهم بين الزوجين يحتاج إلى الصبر وإلى التجاوزعن بعض الأخطاء والتغاضي عن الزلات والهفوات والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر، كما أن مشاعر الحب والمودة ليست شرطاً لاستقرار الحياة الزوجية، قال عمر رضي الله عنه لرجل يريد أن يطلق زوجته معللاً ذلك بأنه لا يحبها: ويحك، ألم تبن البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم؟. وقال أيضاً لامرأة سألها زوجها هل تبغضه؟ فقالت: نعم، فقال لها عمر: فلتكذب إحداكن ولتجمل فليس كل البيوت تبنى على الحب، ولكن معاشرة على الأحساب والإسلام. أورده في كنز العمال.
والله أعلم.